من طقوس رمضان في مدينة القامشلي- سوق اليهود
من طقوس رمضان في مدينة القامشلي- سوق اليهود/ شباك سوري
article comment count is: 0

بالصور: طقوس رمضان في القامشلي

” يأتينا رمضان في كل أوقات السنة، ندعو الخالق أن يهدي لربة العائلة طفلاً ” كلمات أغاني شعبية باللغة الكردية يرددها أطفال مدينة القامشلي وهم يطوفون الأحياء والحارات الشعبية بأصواتهم الشجية منشدين الأهازيج التراثية التي تشبعت بها مناطقهم وتوسدت بها، متناغمة بصدى الدعاء والابتهالات التي تصدح بها مآذن المساجد في المدينة مع استمرار طقوس الشهر الفضيل.

وتسجل الأسواق إقبالاً واسعاً من قبل المواطنين للتبضع، وذلك استعداداً للمائدة الرمضانية التي تتضمن مختلف الأطعمة والمشروبات الشهية.

لازالت  طقوس رمضان القديمة المتوارثة محافظة على حضورها من عادة تبادل أطباق الطعام قبل آذان المغرب مع الجيران، في أجواءٍ تتسم بالود والفطرة والحميمية، تتخللها ولائم الألفة وتجمع الأقارب والأصدقاء للجلوس حول  مائدة الحكايات الجميلة، لاسيما في جانب استذكار الماضي بكلِّ تفاصيله الساحرة، وللفقراء والمحتاجين نصيبهم من خيرات وبركات الخيرين طيلة أيام الشهر الفضيل.

و تمتاز الحلويات الرمضانية بلذتها و خصوصيتها ، في القامشلي ومن أكثر اطباقها شهرة القطايف وحلاوة بالجبن والهريسة , وتتصدر المعروك طيباتها التي توارثتها الاجيال .

وتتسيد الأكلات الشعبية المتوارثة السفرة الرمضانية، لاسيما الأكلة المعروفة  بـ”كوتلك” التي تحضر من عجينة البرغل وتحشى بعد منحها شكل المحارة بحشوة اللحم المفروم الناعم والمقلي بالبصل والمكسرات، وتقدم مسلوقةً أو مقلية بالزيت بعد سلقها حسب رغبة افراد العائلة، وأكلة السمبوسك التي يفضلون تسميتها الشعبية ب ” شمبورك” وهي أكلة تراثية قديمة، وتشوح بالعادة بالسمنة في مقلاة مسطحة خاصة بها أو مقلية بالزيت.

ولا يروي ظمأ الصائم إلا المشروبات المتوارثة التي لها مذاقها الخاص في الشهر الكريم (كعرق السوس تمر هندي ,والعصائر بأنواعها ) .

وبعد الإفطار والانتهاء من صلاة التراويح التي تحرص الغالبية على الظفر بها كل عام، تبدأ جلسات السمر، ولازالت السهرات الرمضانية حاضرة في المقاهي الشعبية في المدينة كمقهى “كربيس” ومقهى “النجمة” التي يرتادها الساهرون على اختلاف أعمارهم وتستمر في بعض الأحيان حتى موعد السحور.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً