من جديد، بأصوات بائعي المعروك و التمر هندي في منطقة “الفيض” بمدينة حلب، وازدحام الزبائن على دور بائع السوس “أبو مفيد الحلبي”، واستعادة الحياة في مناطق كالأشرفية وسيف الدولة والجميلية؛ يعود رمضان هذه السنة ليذكرنا بطقوسه التي اعتادت عليها مدينة حلب بعد أن فقدتها لعدة سنوات مضت.
سكان مدينة حلب الذين يغلب عليهم طابع الكَرم والنَفَس الطيب، تراهم في هذا الشهر خاصة يحضرون أشهى المأكولات على الموائد الإفطارية، فهي تعرف بأنها (أم المحاشي و الكبب) من قِبل المحافظات الأخرى في الأوقات المعتادة، فما بالك في شهر رمضان.
ولا تقتصر الطقوس في حلب فقط على الاحتفالات وإقامة موائد الإفطار، فالحملات الخيرية التي يقيمها شباب حلب بشكل تطوعي لا تتوقف، فقد أطلقت جمعية “ساعد” حملة خيرية تمتد طيلة فترة شهر الصيام، خلف دار الافتاء في حلب القديمة، تضم شبّاناً من كافة أطياف المجتمع، يتعاونون فيما بينهم لتحضير وتوزيع الطعام على الفقراء المحتاجين عبر تقديم 5000 وجبة يومياً.
أجواء شهر رمضان في حلب لها طابع خاص ولا تقتصر على دين واحد فقط فالموائد الرمضانية لا تخلوا من أصدقاء من طائفة أو ديانة أخرى، صورة تجلت قبل أيام عبر افتتاح “خان الوزير” بالقرب من الجامع الأموي من قبل جوقة “أم الزنار” التابعة لطائفة السريان الاورثوذكس القادمة من مدينة حمص، لتشارك سكان هذه المدينة فرحهم ببعض الأغاني الطربية.
أما مدينة حلب القديمة فقد عادت إليها الحياة من جديد فترى محيط المدينة يغلب عليه الطرب والقدود الحلبية بعد أن كانت أصوات المعارك حوله لا تتوقف طيلة السنوات الماضية، أما ليحمل محيط قلعة حلب طابعاً خاصاً اليوم خلال هذا الشهر، وتعود ذكرى الحياة التي فقدتها منذ سنين لتتداخل أصوات المقاهي، مع صوت بائع القهوة المرّة (أبو عبدو الصعب) الذي لم يكتف بصنع القهوة و بيعها فقط، بل ليستخدم صوته الطربّي الجميل مردداً أغاني القدود الحلبية، يرافقه صوت نسج الخيوط الملونة بالطريقة اليدوية والتي يعمل عليها أحد بائعي القماش المصوف بين جدران المدينة القديمة، ليكون كان ياما كان رمضان 2011 نعيشه مجدداً.
الله يديم الامن والامان على حلب واهلها يااااارب
يا خسارة يا سورية يا وطن العلماء. مَ هو المجرم الذى أراد لسوريا هذا الخراب؟
ستعودين إلى سابق عهدك، ستعودين دولة أكثر جمالا مما كنتى.