عن طقوس رمضان لدى الكرد في سوريا- شباك سوري
article comment count is: 0

طقوس رمضان لدى المائدة الكردية: “كأس الشاي مقدس”

كثيراً ما نتعرف على أكلات جديدة من التراث السوري تحتضنها الموائد في بيوتنا بشهر رمضان الكريم، لتشتهر كل أو مدينة بأطعمة تفتخر بها، وتكون هنالك الفرصة للتعرف على هذه الأكلات التي ترتبط بذاكرتنا ونشاركها مع من نعرفهم على الإفطار كواحدة من قصص ثقافتنا السورية. في هذا المقال جلسنا على إحدى موائد العائلات الكردية في حلب للتحدث على أبرز النكهات في شهر الصوم.

في الأيام الأولى من شهر رمضان تعتمد العائلات الكردية على مأكولات خفيفة الدسم، لذا تكون في أغلب الأوقات الطبخة الأولى من شهر رمضان هي “الميير”، وتتألف من العيران، والقمح المقشور الذي نغليه جانباً، ثم نضيف عليه العيران البارد، بالإضافة إلى الثوم والملح الذي يعطيه طعمة فريدة، وهذه الطبخة هي طبخة قديمة تقليدية من التراث الكردي.

تتحدث شيرين (50 عاماً) وهي أم لطفل، تعمل في صناعة الحلويات، عن أبرز الأكلات الكردية التي تغني الشهر الكريم: “المائدة الرمضانية عند العائلة الكردية السورية تتزين غالباً، بأدسم الأكلات مع مراعاة أذواق أفراد العائلة بدءاً بالزوج، وانتهاء بآخر العنقود، لتتناسب أصناف الأكل على المائدة مع أذواق الجميع، وأغلب المأكولات التي تغلب المائدة الكردية هي التقليدية الدسمة مثل “السانبورك” و”كوتلك”، وطبعاً بالإضافة للسلطات المختلفة.”

خلال شهر رمضان المبارك تصنع العائلات الكردية أكلة “السانبورك” وبالعربي تدعي السمبوسك، والـ”كتك” أي الكبة المغلية، تضيف شيرين: “البرغل وخاصة البلدي، نعمل على تجهيزه ليكون من المقبلات الأساسية في شهر رمضان، ونفضل دائماً البرغل على الرز، ومن المأكولات التي ترافق مائدة الكردي هي المحاشي المتنوعة (محاشي الباذنجان-الكوسا-البندورة..) بالإضافة للكبة النية الحارة التي تعد عنصراً اساسياً ومهماً جدا على المائدة”

أما بالنسبة للحلويات، فتقول شيرين: “أهم الحلويات هي المشبك أو الزلابية التي تعتبر من أهم الأصناف التي يجب أن تكون موجودة على المائدة بعد الإفطار، بالإضافة للمشروبات الرمضانية الشهية مثل التمر الهندي وقمر الدين”.

الأوضاع المعيشية الصعبة أثرت على بعض طقوس شهر الصوم، يقول المحامي شيرو، وهو رجل يبلغ (63 عاماً): “بالرغم من ظروف الحرب والأوضاع المعيشية الصعبة، والهجرة، إلا أن العائلة الكوردية مثلها مثل الكثير حافظت على طقوس مائدتها الرمضانية بجمع  الشباب والأولاد على مائدة الإفطار”.

خلال هذه الفترة غالباً ما يكون هنالك نوع من التعاون ومبادرة في العائلة الكردية بين الأب والأم لتحضير الإفطار أو السحور، من حيث إحضار المكونات وتجهيز الإفطار، وبعدها وضع إبريق الشاي على النار كطقس مقدس بعد الطعام.

في شهر الصوم، يتعرف الكثير من السوريين على أكلات جديدة كجزء من تراثنا وثقافتنا، فنسمع كلمات “والله اليوم دقت أكلة درعاوية رهيبة” و “اليوم انعزمت ع إفطار عند رفقاتي شوام” كدلالة على الأكلات التي تصنعها هذه العائلة ونوع من الترحيب بالضيف والتباهي بأطعمة تخص هذه المدينة. وأنتم ماهي أكثر الأكلات التي أحببتموها وكانت جديدة بالنسبة لكم؟

 

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً