- “الإمبريالية أحقر من بقرة معلمو لأكرم”
- “يخرب بيتك من حالك!”
- “تحرم عليي شوفة الميمة لحتى يطلع جواد من الحبس، وأنا نصار ابن عريبي!”
- “يا مغييييييييييييييث!”
- “لك ما حاااا لحاااا، وما حاااا بيحب حا”
- “سمرررر.. لا تكزّي عسنانك”
هل شعرت أن أياً من هذه الجمل مألوفٌ بالنسبة إليك؟
إن كنت سورياً، أو عشت في سوريا خلال العقود الثلاثة الماضية، فعلى الأرجح ستكون إجابتك: “نعم عرفتها. هي من المسلسل الفلاني، وهي من المسلسل الفلاني….”
هذه الجمل الستة وغيرها، كانت النتيجة التي حصلت عليها عندما سألت عيّنة عشوائية من السوريين عن أكثر العبارات التي يتذكرونها من الدراما التلفزيونية السورية. لكم أن تتخيلوا كمية الابتسامات والضحك التي ارتسمت على الوجوه أثناء التفكير والإجابة عن هذا السؤال.
لقد دفعتني هذه التجربة لكي أفكر في الأثر الذي تركته الدراما التلفزيونية على ثقافة الشارع السوري.
حنين إلى الماضي.. حنين إلى المستقبل:
تقول جود (طالبة جامعية/24 عاماً) التي تتابع دراستها الجامعية في ألمانيا: “منذ قدومي إلى هنا قبل ثلاث سنوات أعدت مشاهدة مسلسل الفصول الأربعة بجزئيه، عشر مرات، والآن أنا أشاهد مسلسل هومي هون للمرة الخامسة. (تضحك) “هي طريقتي لحتى أنسى الغربة، وأوهم حالي إني بسوريا قبل الحرب”
أما صبا (طبيبة/ 28 عاماً) فلديها رأي آخر: “نشأت مع أسرتي في إحدى قرى مدينة طرطوس الصغيرة، كانت خطتي النجاح في البكالوريا والسفر للدراسة في دمشق، لقد كنت أراها من خلال الدراما التلفزيونية وأشعر أنها المدينة التي أحلم بالعيش فيها والمشي في شوارعها. أذكر أني قد أولعت بمسلسل (فسحة سماوية) وحلمت بالسكن في منزل مشابه للذي تجري فيه أحداث المسلسل خلال دراستي الجامعية”.
وجبات الثقافة السريعة.. سهلة الهضم:
ترى مها (ناشطة في المجال الثقافي/ 60 عاماً) أن الدراما التلفزيونية كانت تحمل تأثيراً كبيراً على المجتمع السوري، وخاصةً بعد عام 2000 حيث ارتفع سقف الجرأة في طرح الأفكار، فأصبح التلفزيون أكثر قدرة على أن يعكس للناس صورة الواقع الذي يعيشون فيه، مما جعلهم يتأثرون فيها بشكل كبير.
تضيف: “بسبب تراجع دور الكِتاب في مجتمعاتنا، واختفاء صالات العرض السينمائية تقريباً من مدننا، أصبح التلفزيون هو المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة لكثير من الناس، وهو ما يزال حتى وقتنا الحالي أقوى وسائل الإعلام والاتصالات على الرغم من منافسة الإنترنت له”
جاءت الحرب وشوهت كل شيء:
يقول سليم (خريج إعلام / 29 عاماً) أن الدراما التلفزيونية السورية حاضرة بقوة في يوميات السوريين، فحتى اليوم يصادف سليم من يناديه “سلنغو” في إشارة إلى شخصية “سليم” من مسلسل “ضيعة ضايعة”.
يضيف: “كانت الدراما التلفزيونية السورية على وشك أن تصبح صناعة من المستوى الرفيع، وباتت واسعة الانتشار محلياً وعربياً إلى درجة أن أحد السياسيين السوريين ذكر في إحدى تصريحاته أن الدراما التلفزيونية السورية أصبحت وكأنها “وزارة خارجية” لسوريا.
لكن للأسف ما إن بدأت الحرب حتى أخذت هذه الصناعة بالتراجع، هنالك أسباب كثيرة وراء ذلك، لكن أهمها من وجهة نظري هو أن المخرجين والكتاب بدأوا يصنعون أعمالاً عن الحرب، علماً أنها حتى الأن ليست مفهومة بالنسبة إليهم، فكانت مسلسلاتهم توثيقاً سيئاً للواقع مضافاً إليه كمية من المبالغات المبتذلة”
مستطيلات البلاستيك:
بعد عناء طويل استطعت أن آخذ من عامر (فنان تشكيلي / 32 عاماً) رأيه حول الدراما التلفزيونية السورية، كان يرفض التحدث عنها معتبراً أنها ليست فناً وإنما مجرد مواد استهلاكية. يقول: “أعتقد أن الدراما التلفزيونية قد ساهمت في تجهيل المجتمع ومنعته من البحث عن مصادر الثقافة الحقيقية، ببساطة لأنها خالية من المضمون الحقيقي وانساقت وراء متطلبات السوق والإنتاج. لقد أسهمت في جعل الشعب مخدراً وكسولاً ينتظر أن تأتيه الدراما وهو جالس على الأريكة في منزله. جعلته يعتقد أنها تتحدث عن واقعه بشفافية، إلا أنها كانت تصنع واقعاً مزيفاً من وجهة نظر ضيقة ويحمل الكثير من الرسائل المبطنة” يضيف: “انظري إلى المسلسلات اليوم، حضور السيليكون في الشفاه والخدود وغير ذلك أقوى من حضور المخرج والكاتب وطاقم العمل مجتمعين، بماذا تفسرين أن تكون النساء في مسلسلات البيئة الشامية يضعن رموشاً اصطناعية، وأسنانهن بلون الثلج؟ هل كانت لدى أمهاتنا وجداتنا ابتسامات هوليوودية؟ ربما! لكن بالتأكيد كان ذلك قبل أن نولد”
في ظل السنوات التي قضت في زمن العاصفة نقول نعم تراجعت الدراما السورية وكذلك الكادر التمثيلي اصبح كل واحد بمكان و ناس اصبحوا بالنسيان لا نعرف ما هيا المشكله و رأينا الانسجام بين الدراما السورية و اللبنانية و كذلك و كذلك أعتقد انها بدأت تتلاشا في البلدان فصحيح العبارة اصبحوا يركضون خلف الدولار هذه كلماتي و هذا بلدي سوريا الحبيبه بكي نفتخر ..