شابة سورية تستعين بالـ"البسكليت" لحمل جرة الغاز
شابة سورية تستعين بالـ"البسكليت" لحمل جرة الغاز- مازن سيروان شباك سوري
article comment count is: 0

بالصور: دراجة هوائية تجمع ثقافات المدن السورية

أن يحوم معرضُ تصوير حول موضوع واحد فهذا أمر تقليدي، لكن الجديد في معرض «حكايتنا ع البسكليت» هو أن كل المواضيع امتطت «الدراجة الهوائية» لتحكي لنا من خلالها عن بيئة وثقافة وطبيعة مختلفة عن سواها.

أكثر من أربع وخمسين صورة التقطتها أعين ثلاثة وعشرين شخصاً، توزّعت في معرض كان شرط الاشتراك الوحيد فيه هو “أن تكون الدراجة موضوع الصورة”، ثم إطلاق العنان لكل مشارك في الكادر الذي سيضع فيه هذه الدراجة، أو المحيط الذي ستوجد فيه.

رجل يقود دراجة هوائية بعدسة فادي النظامي
رجل يقود دراجة هوائية بعدسة فادي النظامي

استمرّ المعرض لمدة عشرة أيام في أيار الجاري، وأقيم في القاعة الثقافية لحركة البناء الوطني بدمشق، لكن المشاركات فيه تجاوزت جغرافيا العاصمة السورية، لتشمل صوراً التقطت في طرطوس ودير الزور وغوطة دمشق وحماه واللاذقية وغيرها من المناطق والمدن السورية.

وفتح المعرض أبوابه لجميع المشاركين، سواء كانوا مصورين محترفين، أو مصورين هواة، أو أشخاصاً أحبوا التجربة للمرة الأولى.

معرض «حكايتنا ع البسكليت»
معرض «حكايتنا ع البسكليت»

يقول أحمد الحسن، وهو أحد المشرفين على هذه الفكرة “المطلوب من هذه المعارض أن تكون قريبة من حالة المجتمع السوري وحياته اليومية وواقعه وكيف يعايش تفاصيله، لذا تم اختيار البسكليت، كونها تفصيل يومي ومقرّب من حياة السوريين، ويرتبط بكثير من تفاصيلهمۛ”.

يرى الحسن الذي أمضى عمره بين الصور والأفلام، أن “الجمال يكمن في رؤية ذات العنصر من زوايا مختلفة وبيئات متنوعة من سوريا”

معرض «حكايتنا ع البسكليت»
معرض «حكايتنا ع البسكليت»

اشتركت ليلى الحلبي بثلاث صور، حاولت فيها أن تمرّر من خلال الدراجة فكرة “التكيّف”، إذ ترى الشابة العشرينية بإحدى صورها دراجة مركونة على السطح مع الكراكيب والغبار، ثم تنتقل الدراجة إلى جلسة تصوير نسائية، وتقول عن تجربتها “أنا هاوية تصوير، وهذه تجربتي الأولى، أحببت إعادة التكوين في كوادر صوري رغم وجود مئات الصور الطبيعية المحيطة بي”

"التكيف" بعدسة ليلى الحلبي
“التكيف” بعدسة ليلى الحلبي

أما مازن سيروان، فشارك بصورتين، جمعهما عنصران أساسيان عدا عن الدراجة، هما المرأة، وجرّة الغاز، ويقول عن مشاركته “المرأة تحمل معاني الطاقة والقوة للتعامل مع مختلف التحديات والصعوبات والأزمات التي لخصتها بجرة الغاز”، ويؤكّد مازن أن استعارته للأنثى في صورته لم تكن عفوية بل “نظرة المجتمع ذكورية بالنسبة للدراجة، فهي حكرٌ على الرجال، لذلك حاولت كسر هذه النمطية من خلال اتكائي على امرأة تحمل صورتي مثلما حملت جرّة الغاز”

"كسر نمطية" بعدسة مازن سيروان
“كسر نمطية” بعدسة مازن سيروان

ورغم بعد بانا ماخوس عن دمشق حالياً، إلا أنها قرّرت أن تبحث في أرشيفها، لتشارك من مدينة سان بطرس بورغ الروسية، بثلاث صور من اللاذقية وحماه وطرطوس، وتقول بانا (28 عاماً) عن مشاركتها “الفكرة أثارت اهتمامي، فهي تسمح للمصور أن يوثق بعينه حالة معينة من خلال دراجة”.

تناولت بانا بصورها ثلاثة أجيال، فصورة كانت لرجلين طاعنين في السن يعبران بلباسهما التقليدي أحد الأزقة بمدينة حماه، وصورة أخرى لصبي صغير يركض في حارة ضيقة بمنطقة طرطوس القديمة، وأخيراً صورتها الثالثة التي التقطت صبية تسبح في الهواء مع أقصى درجات الانسجام، والشال يتطاير من يدها، وتقول بانا “العجائز والأطفال والأنثى، والعلاقة مع الدراجة، مثل لعبة، مصدر للسعادة والحرية”

"الأنثى والعجائز والأطفال" بعدسة بانا ماخوس
“الأنثى والعجائز والأطفال” بعدسة بانا ماخوس

وشارك مازن ملحم بصورتين اثنتين بمفرده، وصورة ثالثة تشاركها زوجته، ويقول الشاب الثلاثيني عن مشاركته “كنتُ أمام تحدّ اختيار صورة تحمل مضموناً ومعنى، وبذات الوقت على مستوى فنّي وتقني تزامنت الفترة التي كنت أبحث فيها عن صورة، مع أزمة محروقات حادة في دمشق، فقررتُ أن ألتقط صورة سيلفي على دراجتي الهوائية، وخلفي طابور طويل من السيارات المنتظرة على محطة الوقود”.

أما عن صورته المشتركة مع زوجته صبا، فلم تكن خارجية، بل نسّقا مكوناتها داخل منزلهما، ويقول مازن عنها “التقطنا صورة عمودية من فوق طاولة تجمعني وزوجتي ودراجتي، ولكلّ منّا كأسه وصحنه وطعامه الساخن، كان الهدف من الصورة إيصال فكرة أن الدراجة باتت فرداً أساسياً من عائلتنا، وله على المائدة ما لنا تماماً”

"الدور على البنزين" و "جزء من العيلة" بعدسة مازن ملحم
“الدور على البنزين” و “جزء من العيلة” بعدسة مازن ملحم

وحاول مشاركون آخرون أن يعبروا عن بيئتهم من خلال نقل ما يدور بمحيط الدراجة من مشاهد، كصورة التقطت من داخل الغوطة الشرقية والغبار يتصاعد من بين عجلات الدراجة، وأخرى من أحد شوارع مدينة دير الزور تظهر فتاة تركت دراجتها، والتفتت بسعادة غامرة لعدسة الكاميرا، وثالثة من حمص القديمة، إذ تمكنت الدراجة من أن تعبر الحدود، وتحصر ثقافات وعادات وبيئات مختلفة داخل معرض واحد.

من "غوطة دمشق" بعدسة ماهر المونس- "دير الزور" بعدسة زينة شهلا
من “غوطة دمشق” بعدسة ماهر المونس- “دير الزور” بعدسة زينة شهلا

 

 

 

 

 

 

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً