الأسماء الوهمية في وسائل التواصل الاجتماعي- شباك سوري
article comment count is: 0

الأسماء الوهمية.. طاقية إخفاء مغشوشة

هي ظاهرةٌ بدأت مع دخول مواقع التواصل الاجتماعي حياتنا، إلا أننا كنا نظن، منذ عقدٍ من الزمن، أن مصيرها الزوال الحتمي، لكننا ما زلنا نراها حتى اليوم بذات الزخم القديم.
الأسماء الوهمية، ما الغاية من أن تكون وهمية؟ وهل يحمي هذا التخفي أصحابها من مسائلةٍ قانونيةٍ في حال استخدموا هذه الحسابات بطريقةٍ مؤذية؟.
وللبدءِ بالشق القانوني للمسألة، يقول المحامي محمد بدوية أن “الاسم الوهمي لا يحمي مدير الحساب الفعلي من المسائلة إن كان داخل البلاد، فمن يتعرض لأي عملية ابتزاز أو احتيال أو ما شابه، يمكنه التقدم بشكوى إلى فرع الجرائم الإلكترونية، مصطحباً معه نسخاً ورقيةً مطبوعةً عن المحادثة أو التعليق أو المنشور، إضافة لرابط الصفحة أو الحساب، لتحدد الجهة الأمنية رقم
الـ “IMEI” بغية معرفة نوع الجهاز ومكان وجوده، ورمز الـ “IP” الخاص بالشبكة التي يعمل عليها الجهاز إن اضطر الأمر، وفي بعض الأحيان يتم التعامل مع المشكلة في ذات اليوم نظراً لبساطة الإجراءات وسهولتها”.
أما عن الأسباب التي تدفع البعض لاتخاذ أسماءٍ وهمية لهم على فيسبوك يقول علي (طبيب أمراض القلب): “تتنوع الأسباب التي تدفع الشخص إلى إخفاء اسمه الحقيقي، فهي أسباب فردية تختلف من شخص إلى آخر. منهم من يخشى عرض أفكاره المخالفة لمجتمعه الضيق، ومنهم من يخشى بطش السلطات إن كانت آرائه السياسية مخالفةً لها، وآخرون يرغبون باستغلال هذه المنصات المفتوحة لتقديم آراءٍ وتوجهات صرفة، دون أن تؤخذ انتماءاتهم الطبقية أو الثقافية أو المناطقية بعين الاعتبار، بحيث يكون التفاعل مع تلك الأفكار أكثر موضوعية، وبعيداً عن كل المشتتات التي تذهب بالطروحات إلى أماكن أخرى لا يرغبها الكاتب”.
يضيف علي: ” لدى هؤلاء نزعةٌ نحو خلقِ عالم جديد خاص بكلٍ منهم، عالمٌ يهربون إليه من “ميوعة” العلاقات الاجتماعية الواقعية وصعوبةِ تشكلها في هذا الزمن، لكن برأيي أن هذا الكلام قليل التطبيق على أرض الواقع، فالناس عموماً تميل للشخص المعروف، والشخصيات المجهولة التي حققت تأثيراً حقيقياً نادرةٌ للغاية”.
وحول مدى حضور هذا العالم الإلكتروني في حياةِ كل منا، يقول طبيب القلبية: “أظن أن تلك المواقع وما فرضته من أساليب جديدة للتواصل والتفاعل لم يعد أمراً طارئاً، فقد دخلت مفاهيمها في تفاصيل يومياتنا، وباتت علاقاتنا تسير وفق ما تقتضيه وتروج له تلك المواقع، عن قصد أو عن غير قصد”.
هي أسباب لا يمكن حصرها فعلاً، لكن للفتيات أسباب قد تكون شبه موحدة؛ تقول رنيم ( طالبة جامعية، 28 عاماً)، مضيفة: “تعاني الفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي من كثرة المتحرشين، و”طالبي القرب” وغير ذلك.. وحين لا تكون صاحبة شخصيةٍ قوية تحسن طريقة التعامل في كل موقف؛ ستكون عرضةً للمضايقات على مدار الساعة، هذا وهي تستخدم اسماً وهمياً، فكيف وهي تضع اسمها الحقيقي وصورتها ومكان عملها أو جامعتها، أعتقد أن المضايقات حينها لن تقف عند حد الرسائل المزعجة، بل سينتقل الأمر إلى الحياة الواقعية، وأكرر أن هذا الكلام يحصل مع الفتيات اليافعات، أو قليلات الخبرة بالحياة، وأعتقد أن نسبتهم
ليست قليلة”.
تضيف الشابة العشرينية: “بالنسبة للشباب: فنجد نموذجاً هو الأسوأ، ذاك الذي يتخذ اسماً وهمياً معتقداً أنه يحمي نفسه، وباستخدام هذا الحساب يحاول التقرب من أي فتاة بهدف التعرف وبناء العلاقات، وكل ما نعرفه جميعاً من غايات ومقاصد دنيئة”.
لكن للبعضِ الآخر أسبابه المنطقية والموجبة لذلك، تقول هلا (اسم وهمي): “أنا أعمل في مجال التسويق الإلكتروني، أي أنني أتعامل مع عدة معامل للألبسة، ومستودعات لمواد التجميل، وأشتري منهم كميات صغيرة بسعر الجملة لأقوم بعرضها على بعض الصفحات وبيعها لتحقيق بعض الربح، ورغم أن العمل شرف، إلا أنني أخشى نظرة صديقاتي ومحيطي الاجتماعي الضيق، الذي لا يستسيغ أعمالاً كهذه للفتاة، لذا وجدت نفسي مضطرةً للدخول باسم مستعار”.
“المتهم بريء حتى تثبت إدانته” قاعدةٌ قانونيةٌ مشهورةٌ ومعمولٌ بها في قوانين الدولِ المتقدمة، لكن في موضوعنا هذا يجب أن نفكر وفق ما تنتهجه “بعض” الدول غير المتقدمة في أن “المتهم مدانٌ حتى تثبت براءته” ونلتمس أقصى درجات الحذر إن اضطررنا للتعاطي مع أشخاصٍ لسنا واثقين من هوياتهم الحقيقية.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً