"غروبات" الواتس آب التي تجمع العائلات/ شباك سوري
article comment count is: 0

غروبات واتساب العائلة “ندمان ياسيدي ندمان”

“ندماااان ياسيدي ندمان إذا كان السؤال عن رأيي الصريح بغروبات العائلة على واتساب فهذا هو حقيقةً”

تقول ريما 28 سنة- خريجة علم اجتماع-: ” أنشأت مجموعة لأمي وخالاتي منذُ حوالي سنة، ومن تلك اللحظة رأسي يؤلمني 278 – 399 رسائل غير مقروءة، تنبيهات بعشرات الرسائل على صحن المجدرة، وطريقة إعداد الملفوف، وذات مرة كان هنالك 50 رسالة على صورة عصفور قد خرج حديثاً من الماء وفوق رأسه عبارة مساء الخير للطيوبات”

تنتشر في الآونة الأخيرة، بظل سفر الكثير من أولاد العائلة إلى مناطق متباعدة جغرافياً، طريقة للتواصل بين الأقارب والأصدقاء عبر إنشاء “غروبات” العائلة على الواتساب باختلاف مسمياتها (غروب الأكل، غروب الأهل، غروب ولاد عمتي بلا أهل…)

تضيف ريما مُربية الأطفال: “ما يجعل الموقف خطير هو عدم قدرتك على الانسحاب من هذه المجموعات، يجب أن تمتلك الجرأة والشجاعة لتتصدى لكم الرسائل على الخاص، والتي تًندد بتصرفك وتستهجن إسلوبك غير الحضاري، وكل هذا ولم نذكر قطعك لصلة الرحم لا سمح الله”

واللافت في الموضوع بعد عملية بحث صغيرة أنه يوجد دائماً غروب سري يستثني وجود شخص مُعين من العائلة نظراً لوجود طباع خاصة أو انتقادات دائمة لجميع التصرفات مهما كانت.

ألفت حمود (33 عاماُ) تقول: “أرى أن مجموعات الواتساب أعطت مجالاً للشخص اللطيف الإيجابي أن يعبُر عن نفسه بشكل مقبول، وفتحت أبواباً عريضة للئيم وصاحب النوايا المشبوهة، والأغراض السرية، والرسائل غير المُباشرة ليتمادى ويصول ويجول، لديه حصانة لأنه ما من أحد يُمكن أن يقوم بحظره، فأصبح مصدر ازعاج مُضاف إلى كل ما يزعجنا في هذه الحياة”

يقول هادي (اسم مُستعار)  يعمل في مجال التعليم: “كل الغروبات وضعتها في حالة الصامت بالرغم من أنني الشخص الذي أنشأنها كوني بعيد وأحب التواصل مع أقربائي، ولكن بعد فترة شعرت أن هذه الأمور والمشاكل اليومية العائلية انتقلت إلى الغروب، أغيب وأعود على نفس الحديث، ضف عليها بوكيه الورد ومجموعات صور الحيوانات الأليفة والأدعية التي تكومت لدي بسبب “التصبيحات”، وهي فعلياً مُستفزة، لذلك قررت إصماتها، فالذي يحب أن يكلمني؛ بإمكانه الاتصال بي، فأصوات الإشعارات توترني”.

هيام طالبة حقوق سنة ثانية تقول: “غروب العيلة الصغيرة أنشأته أختي عندما سافرت إلى ألمانيا، مع أننا نتواصل خارج هذه المجموعة كل على حدة، لكن من المُمكن أن يجعلنا نمتلك شعور العائلة المُجتمعة بالرغم من بعدنا، ويحتفظ كل شخص بأسلوبه في الكلام وطريقته بالتعبير”

وبالنسبة لغروب العائلة الكبيرة، تضيف الشابة العشرينية: “هذا الغروب يضم العمة والعم وأودلاهم وجدتي وجدي، وهذه المجموعة أشعر أنها ثقيلة، طوال النهار إشعارات حول: “شو طبخت بنت عمي بكندا، و ابن بنت عمتي مشي بألمانيا، وشو اشترو غراض بحلب وقديش حق المازوت و….” وغيرها من التفاصيل التي يطول ذكرها، وهذا الأمر يوترني ويربكني، ويضعني تحت سطلة الشعور والمسؤولية أمام الواجب بالرد دوما”، تختم هيام حديثها بأمنية: “ياريت يكون عندي الجرأة إني اطلع من هالغروب بلا ما يغضبوا عليي”

ربما من الشجاعة أن نخرج من هذه المجموعات التي لطالما تسببت لنا بالضغط، لكنا سجل لذكريات نصنعها مع المُقربين منا في هذا البعد، كما ممكن أن تكون دليلاً لنا للبحث عن طريقة طبخ الشاكرية وفوائد اليانسون يوماً ما.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً