“لأنو الحلم أكبر من كل حرب” هي كلمات من شارك في بناء مساحة مشتركة يطل منها عنفوان وطاقات شبابية عبر شباك سوري ملون تأسس قبل أكثر من ثلاثة أشهر فكان الاحتفال بهذه الانطلاقة بدعم من فريق سند التنموي يوم 22 كانون الأول/ ديسمبر 2018 كبداية لمبادرة شبابية مجتمعية تعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي لبناء مستقبل سوريا بعد الحرب.
الحفل الذي شهد حضور شباب تترواح أعمارهم بين ال18- 35 عاماً، أقيم في العاصمة دمشق، بمشاركة أطياف ملونة تمثل تركيبة المجتمع السوري وتعكس صورته التي يسعى شباك سوري لتسليط الضوء عليها من خلال أهدافٍ عمل على بلورتها صحفيون، مصورون، ورسامو كاريكاتير من الشباب.
أهداف المبادرة جُسدت عبر لوحات فنية، كانت الموسيقى جزءاً منها من خلال أغنية “شباك سوري” التي تتحدث كلماتها عن الهوية السورية بطريقة تروي رحلة شباب سوريين يجولون بين المدن باستخدام رموز تشير إليها، ويحلمون فيها ببناء المستقبل سوية بعيداً عن الدمار.
الفرقة الموسيقية التي أحيت الأغنية في الحفل، ضمت كلاً من المؤلف الموسيقي رواد عبد المسيح، عازف الدرامز سيمون مريش، الغيتار جورج مالك، الترومبيت أحمد ناصح، بيس رافل حفار، وغناء صباح قدورة.
عازف الغتيار عبد المسيح أشاد بمعاني الكلمات التي تخص الشباب السوري، قائلاً: ” أغنية شباك سوري جاءت لدعم منطلقات المبادرة باستخدام الموسيقي كنوع من الفنون التي يمكن استغلالها في توجيه رسالة سلام وطموح وانتماء عبر كسر النمطية المناطقية”.
كسر النمطية أمر ارتكز عليه أيضاً أحد العروض المسرحية التفاعلية التي شهدها الحفل، أداها مجموعة من الشباب اليافعين، وعمل على إخراجها كلاً من الناشطين في المسرح التفاعلي غيث صندوق (24 عاماً) وأنس بدوي (22 عاماً)، ليتناول العرض قضية المناطقية وضرورة محاربتها من خلال تقبل الآخر على الرغم من اختلاف المرجعيات الثقافية والخلفيات البيئية، وتأطير ذلك ضمن لوحة واحدة هي سوريا.
صندوق في لقاء مع شباك سوري تحدث عن “أهمية التوعية فيما يتعلق بالانتماءات الفردية إن كان للمنطقة، أو الحي، أو العائلة، ومن خلال الإضاءة على هذه النقطة التي نعيشها يومياً، حاول العرض بطريقة غير مباشرة التشجيع على التخلص من الانتماءات الطائفية والمناطقية، والتوجه نحو انتماء الوطن ومنها نحو التماسك الاجتماعي، وهو الأمر الذي أكد عليه كثيرون من الحضور”.
تماسك اجتماعي لا يقف عند تقبل الآخر فقط، بل يتحقق أيضاً عند التعامل مع كيان المرأة السورية بشكل عادل ضمن المجتمع، الأمر الذي تجلى عبر عرض مسرحي تفاعلي، انخرط من خلاله الجمهور لإبداء رأيه حول أهمية تحقيق المساواة والعدالة بالنسبة للمرأة والرجل وعدم التمييز بينهما، فكانت بعض الآراء تتجه نحو أن السوريات حصلوا في السنوات الأخيرة على كامل حقوقهن، وأخرى تحدثت عن عدم إنجاز إلا القليل، والحل يكمن في تمكين المرأة بدءاً من احتضان المجتمع لحقوقها منتهياً بدعم القانون، سيما بعد تغير دور المرأة في ظل الحرب وممارستها لمهن اقتصرت سابقاً على الرجل.
“دعم المراة السورية وتمكينها على كافة الأصعدة”، “أمنيات بدعم الشباب وفرصهم”، “تعزيز الهوية السورية منطلق للتماسك الاجتماعي”، و “أولى الخطوات الإيجابية بعد الحرب مهما كانت بسيطة هي فعالة في بناء سوريا” وغيرها، أهدافٌ علقتها آمال الشباب والشابات على نافذة تسعى عبر طاقاتهم وطاقاتهن لرسم مستقبل يليق بكل السوريين والسوريات، لأن شباك سوري.. بيطل عَ الكل.