السورية عليا الياسين أول امرأة تترأس التحكيم في الوطن العربي/ شباك سوري
article comment count is: 0

عليا الياسين أول امرأة تترأس طاقم تحكيم في الوطن العربي

الكابتن السورية عليا الياسين ترأست طاقم تحكيم مباراة ربع نهائي دوي كرة السلة السوري للرجال بين فريقي الجلاء واليرموك في صالة الأسد بحلب قبل يومين، ويعد ذلك الأمر الأول من نوعه ليس فقط في سوريا، بل على نطاق الوطن العربي ككل.

لعبت الكابتن عليا في العديد من الأندية السورية للسيدات، فقد بدأت مسيرتها كلاعبة مع نادي الاتحاد الحلبي عام 1996، قبل أن تنتقل إلى صفوف نادي الحرية التي حققت معه بطولة الدوري السوري للسيدات لعام 2006، وشاركت معه في بطولة الأندية العربية في المغرب، ثم انتقلت إلى نادي الساحل، حتى استقرت في صفوف نادي قاسيون الدمشقي.

وفي مجال التحكيم، نالت اللاعبة والمحكمة والمهندسة عليا، ذات الثامنة والثلاثين ربيعاً، شهادة التحكيم الدولي في طهران عام 2014، حيث بدأت مسيرتها كحكم دولي في بطولة غرب آسيا للسيدات في الأردن من العام نفسه.

هل تعرضت لمواقف ذكورية كونك أنثى في مجال رياضي للرجال؟ 

تقول الكابتن عليا لموقع شباك سوري: “يراني الجمهور كحكم في المباراة وليس كأنثى، لذا أنا مطالبة بإعطائه الصافرة الصحيحة والمنصفة في المباراة. لم أشعر أنني تعرضت لأي إهانة أو موقف معيّن لكوني إمرأة، فقد يرى الجمهور أن بعض قراراتي خاطئة كحكم، ويوجه لي تعليقات كالتي تتوجه للحكام الرجال، وهذا طبيعي. حتى هذه اللحظة، لم يتم التعامل معي بطريقة مختلفة”

وبطبيعة الحال، لم تكن المباراة ذات حساسية عالية كنظيراتها، كما أن الجمهور لم يكن غفيراً ولم يبدِ أي تعليق غير مشجع لوجود امرأة في قيادة طاقم التحكيم. تعقّب الكابتن عليا على الموضوع: “لا أستبعد التعرّض لبعض المواقف السلبية لكوني امرأة في مباريات أكثر حساسية أو باختلاف الفرق المتنافسة، لكنّي أرى نفسي محمية في الوسط الرياضي الذي يكن لي احتراماً كبيراً.”

وحول الإساءات والشتائم تضيف: “قد يأتي ذلك من الجمهور وليس من اللاعبين والكوادر الفنية، وهذا يحدث للجميع، لكنّي أتمنى أن يراعوا كوني أنثى، فيبتعدوا عن توجيه الإساءات المعينة التي تتوجه للرجال، لأن لي أخوة وعائلة، والاحترام على العموم يجب أن يحظى به الجميع”

إن وجود امرأة في هذا المجال والدور ضمن مجتمعاتنا ليس مهمةً سهلةً، بل تحدياً كبيراً يواجه عقبات صعبة. تؤكد كابتن عليا على الموضوع: “أنا أقاتل كي أكون هنا، وأتمنى نيل الاحترام كي لا تتولد الحجج التي تمنعني عن أداء مهمتي”

كيف تتصرف الكابتن فيما لو تعرضّت لإساءة عنصرية؟ 

الأمر ليس بعيداً في مجتمعنا ذو السجل العريض في التمييز بين الرجال والسيدات، لكن الكابتن عليا تقابل الموضوع باحترافيةٍ عالية وإرادة حازمة، وتضيف: “في حال تعرّضت للإساءة من الجمهور، هناك بروتوكول معيّن يمكن أن أتبعه، كتقديم اعتراضٍ وشكوى للّجان المسؤولة، والتي تتّخذ الإجراءات المطلوبة وتفرض العقوبات المناسبة على تلك المواقف”

رأي الكابتن في هذا الإنجاز الكبير 

تخبرنا الكابتن عليا بكل تواضع أنها لم تكن مدركة لحقيقة أنها المرة الأولى التي تقود فيها امرأة طاقم تحكيم مباراة للرجال في الوطن العربي بأسره، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على ضعف اهتمام وتغطية الكادر الرياضي للإنجازات الرياضية لا سيما الفردية والنسوية.

تختتم الكابتن مقابلتها وتقول “أنا سعيدة جداً. وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية.”

إنجاز جديد تضيفه الكابتن عليا إلى الرياضة السورية والنساء السوريات على حد سواء قادرات على تحدّي صعوبات التمييز الجندري لتحقيق أحلامهن في شتى المجالات ورفع قيمة المرأة هنا. مع أمنيات أن تحظى مثل هذه الإنجازات باهتمام في كافة المجالات، لعلّ ذلك يقودنا نحو مجتمع أكثر حضارة ورقي.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (0)