كلماتهن، فنهن، علمهن، وثقافتهن، أجزاء تشكل مع بعضها كياناً لمرأة سورية عايشت وضعاً خارجاً عن المألوف لأكثر من سبع سنوات اسمه “الحرب” ، تنطلق منه بقوتها في دعم قضيتها ونشر قيم الإنسانية، تمثلها قصص كثيرة لنساء نروي أثر بصمة بعضهن عبر السوشال ميديا، ونجاحهن على الأرض:
لين بطل:
فنانة سورية تعمل في مجال “الرسم على الأسطح”، وغناء موسيقى الروك والجاز، يتردد صوتها بين حارات الشام القديمة، ناشرة المحبة بين الشباب، تصف نفسها بالمرأة الحرة فكرياً، هي أم لأولاد يشعرون بالفخر تجاهها، عملت على تأسيس ماركة خاصة بها لنشر أعمالها الفنية من لوحات وقطع تحمل لمستها، تبرز دوماً في دعم المرأة عبر السوشال ميديا وعلى الأرض، تقول: “كل ذلك يشعرني بالسعادة لإنجازه خلال سنوات حربٍ لم أخضع لمأساتها، بل دفعتني لرسم قصة نجاح. “
تحرص بطل على كسر النمطية اتجاه صورة “ربة المنزل” التي تنحصر حياتها بين الجدران، تضيف: “أشجع النساء اللواتي لا يعملن على ضرورة امتهان عمل ولو من داخل بيتهن لكسر التبعية في علاقتها مع الرجل، مشكّلةً علاقة تقوم على دور الداعم والداعمة للطرفين.”
علا سليمان:
طالبة طب بشري بجامعة شاريتيه برلين، ناشطة مجتمعيّة، مدونة بمواقع أوروبية وعربيّة، متطوعة بمختلف المنظّمات المجتمعيّة أهمّها منظمة Diaspora Networks Allian منذ سنتين. كانت علا المديرة السابقة لقسم التوعية الجنسية في شبكة الباحثون السوريون، لرفع الوعي عند الشباب السوري عبر السوشال ميديا.
امتد تأثير سليمان من خلال عملها في دعم لاجئين يعانون من إدمان المخدرات ومشكلات نفسيّة، وعلى “الرغم من صغر سنها للعمل في هذا المجال إلا أنها نجحت عبر إقلاع هؤلاء اللاجئين عن المخدرات والعيش في منزل مستقل والتفكير بالمستقبل.”
تؤكد الشابة العشرينية على ضرورة “أن تتخذ المرأة لخيارات عدة في مجالات الحياة مهما كانت مبينيّة على قرار مستنير”، مضيفةً: “أمنيتي لكل امرأة سوريّة هي إعطاء نفسها الإذن العاطفي لتسأل الأسئلة التي تخاف منها، وعنذ ذلك ستتفاجأ أن معظم الأجوبة هي: لأنّي بنت، ويمكن أن تكتشف حينها عدم وجود سبب أخلاقي حقيقي يقف بينها وبين حياة تمتلك فيها قرار نفسها”.
ريم محمود:
شابة سورية، (24 عاماً)، مقيمة في دمشق، ناشطة في مجال الجندر (المساواة بين الجنيسن) والعنف القائم على النوع الاجتماعي، عملت على تأسيس منصة “نسويات سوريات” عبر الفيس بوك للدفاع عن حقوق المرأة في أيار عام 2018، وفي العام نفسه نشرت أول كتاب لها بعنوان ” قصص نسائية جداً”.
بعد إصدارها الكتاب؛ تلقت ريم عدة رسائل من فتيات سوريات بمختلف الأعمار، يتحدثن عن الأثر الذي تركته القصص عليهن ، تضيف الشابة العشرينية: “أدركت حينها أهمية وقوة الكلمة في إحداث تغيير على الأفراد والمجتمعات”.
تشجع ريم النساء للتجرؤ على الخوف، التقاليد، الأفكار النمطية، تقول: “نضالنا جميعاً كنساء أو رجال ليس بحرب، وليس بأمر معيب، سعينا خلف حقوقنا ليس تطرفاً، بل هو رغبتنا في معاملة تنطوي على المساواة لا التمييز وذلك ليس لنقص فينا”.
أميرة مالك:
ناشطة مجتمعية، (32 عاماً)، خريجة علوم سياسية جامعة دمشق، مؤسسة ومديرة مبادرة “راديو سوريات” التي تعمل في مجال قضايا المرأة والدفاع عن حقوقهن عبر السوشال ميديا.
ترى الشابة الثلاثينية أن القوة هي سبب نجاح المرأة، وللتربية دور في ذلك، تضيف: “اكتسبت قوتي من والدتي التي عملت على دعم بناتها الثلاثة، هذه القوة عززت عندي إثر تجربتي كنائبة رئيس بلدية النبك بريف دمشق بعد مشاركتي في انتخابات 2012 بعمر الـ26 عاماً، حيث نجحت في تسيير أعمال البلدية بعد أن أجبر رئيسها على مغادرة المقر جراء التهديدات التي تعرضت لها المؤسسات الحكومية في ظل المعارك التي وقعت منذ نحو أربع سنوات.
تؤكد مالك أنه على كل امرأة ورجل الإيمان بذاتها/ه ، والتمسك بالشغف خلال العمل، لينتقل هذا التأثير إلى المحيط وفي القضايا التي نعمل عليها.
ريم تكريتي:
شابة سورية،(26 عاماً)، تعمل في مجال الصحافة والإعلام وصناعة الأفلام، نجحت في إيصال رسالتها للدفاع عن حقوق النساء عبر فيديو من إنتاج “راديو سوريات” بعنوان “لأن الاحلام لا تنتظر”، الذي وصل لمليوني مشاهدة عبر الفيس بوك.
تروي الشابة العشرينية محاولة كسرها لقيود المجتمع القائمة على نظرته للمراة على أنها ضعيفة، سيما في البيئات المحافظة، تقول: “أقنعت محيطي أني على محط قدر من الثقة والمسؤولية سيما بعد سفري لوحدي لبلدان عدة للتعلم، بعد أن كان هذا ممنوعاً على الفتاة في بيئتي، هذا الأثر كبير علي وعلى عائلتي؛ جعل الفتيات والمجتمع من حولي ينظرون إلي كمثال للنجاح.”
تؤكد تكريتي أن التمرد على المجتمع ليس السبيل الوحيد للحصول على حقوقكِ وحريتكِ، مضيفة: “يجب أن تفهم المرأة المجتمع أكثر، لإقناعه بشخصيتها، ويتقبل تمردها على أنه أمر ايجابي، فنجاحك يأتي من علمك وعملك وثقافتك”.
ماريبيل حداد:
طالبة هندسة معمارية في مدينة حلب، (21 عاماً)، تعمل في مجال الكتابة منذ نحو سنتين عبر صفحات السوشال ميديا، حالياً تكتب عن مواقف حياتية واجتماعية، تمر فيها وكثير من الناس، على صفحتها بطريقة سهلة لفتح باب النقاش، ليبدأ تأثيرها هنا، تقول: ” تخطت كلماتي الواقع الافتراضي لتصل إلى أشخاص كانوا بحاجة إلى الدعم التفهم وإيصال صوتهن سيما من يمرّون بذات التجربة حتى لو كنت لا أعرفهم”.
ترى الشابة العشرينية أن قوتها تنبع من تربيتها على دورها كـ إنسان، بعيداً عن جنسها كأنثى، و”وجود أمي كمثال للمرأة الناجحة القوية، هو أساس لحرّيتي وقوتي” تقول حداد.
توجه حداد رسالتها للنساء السوريات: “لا تسمحن للمعايير الاجتماعية بوضعكن ضمن إطار نمطي، وأنتن من يحدد مسيرة حياتكن، وبالرغم من صعوبة ذلك بسبب التحديات، إلا أنه يجب كسرها وعدم السكوت عنها، والتخلص من الخوف “، تختم قولها: ” . لأنو نحن نساء، نحن جزء من المنظومة الإنسانية، ولازم نساهم بإيصال صوتنا وتكوين شخصياتنا وبناء مستقبلنا بالطريقة يلي بتمثلنا على اختلافنا”.
من هن النساء اللواتي يشكلن قدوة بالنسبة لك؟
لكن جميعا كل المحبة والاحترام ….لين أميرة