للعام الخامس على التوالي، تتعلّق أمنيات ملونة على أغصان شجرة الميلاد في مقهى صغير يقع وسط دمشق القديمة. يخطّ الزوّار أمنياتهم وأحلامهم عليها، ثم يعلّقونها تاركين توقيعاً أو تاريخاً أو رمزاً يدلّ على صاحبها.
أكثر من ثمانمئة أمنية عُلقت هذا العام على الشجرة التي نُصبت في زاوية مقهى زرياب الثقافي، وتكدّست فوق بعضها، في طريقة تشبه شكل زينة الميلاد التقليدية.
“يا ريت كنّا سوا هون” .. “بتمنّى يرجعوا كل يلي سافروا”.. “التقي بأبو الجود عن قريب” .. “يا ريت لو ما سافرت.. ويا ريت لو ترجع” هي بعض من الأمنيات التي عُلقت على الشجرة، وتعانقت مع بعضها.
ولم تغب أمنيات الحرب المتكررة عن سجل هذا العام، المتمثّل بأمنيات “التسريح من الخدمة الإلزامية، أو نهاية الحرب، أو العودة إلى المنازل بعد النزوح”.
تختلف أمنيات كل سنة عن التي سبقتها، في العام الماضي كانت أغلب الأمنيات تتعلّق بالهاون والحياة والموت، وفي السنة التي سبقتها؛ تجمّعت الأمنيات برغبات في السفر والهجرة. يكتبُ أحمد أمنيته على الطاولة الخشبية، ويُخفيها، ثم يتّجه ليعلّقها على الشجرة، ويقول: “يبقى الأمل لدينا مُعلّقا مهما طالت الحرب، كهذه الأمنيات الملونة، أنا متفائل هذه السنة”.