“صاروا بيحسبولي 1000 حساب”
“كون الاحترام هو مبدأي في التعامل مع أي شخص وعندما تعرضت للتحرش بإيحاءات جنسية في المرة الأولى فضحت المتحرش الذي عوقب من قبل الإدارة، أما عندما اعترضني أحد العمال في المعمل محاولاً التحرش بي في المرة الثانية ما كان لي إلا أن أصفعه كردة فعل كانت الخيار الأنسب آنذاك، افتخر بنفسي كوني ساهمت في تداول طريقة تشجع النساء في المصنع على عدم السكوت أو التستر على المتحرشين” ، هكذا استهلّت هدى (اسم مستعار) حديثها لنا، وهي عاملة في أحد مصانع مدينة اللاذقية.
مجتمعات مشبوهة
رغم كل مبادرات وأساليب التوعية الموجهة للنساء حول رفع أصواتهن في وجه التحرش الذي يتعرضن له في أماكن العمل؛ لكن لا يمكننا تجاهل تأثير المجتمع وجهات نظره.
“والله إذا هي ما بدها، مافي زلمة بيتجرأ يقرب عليها !” تقول هدى (40 عاماً) في وصف نظرة الرجال تجاه النساء اللواتي تعرضن للتحرش، وتضيف: “تعدى هذا المنطق لسان حال الرجال حتى أصبحن بعض النساء أيضاً يتبنين هذه الفكرة، وهنا أقف أنا في وجه هذا عندما يتم تداوله في أحاديث المجتمع”
من جانب آخر تقول رؤى عواد – ناشطة مجتمعية بمحور يتعلق بنظرة المجتمعات المنغلقة: “رفع الأصوات ضد التحرش يعتبر من منطق النساء في المجتمعات الذكورية (فضيحة) كمفهوم سائد، الأمر الذي يمكن أن يحمل آثاراً سلبية عند واقعة التحرش أولاً، وإشاعة الموضوع للعلن ثانياً، وهذا ما نعمل على التوعية تجاهه في سبيل التغلب على تلك المخاوف”
لارا عيزوقي – صحفية، لها رأي مختلف حيث تحدثنا عن حالة جديدة بعد الحرب في سوريا، واضطرار معظم النساء إلى الانتقال من مدنهن ومناطقهن: “بعد الحرب وابتعاد معظم النساء عن مجتمعاتهن الضيقة؛ أصبح هنالك نوع من الطمأنينة والأمان في الحديث عن التحرش الذي يتعرضن له، مثلاً النساء الحلبيات اللواتي انتقلن إلى دمشق أصبحن يتحدثن عن ذلك، فيما سابقاً كان الخوف يتملكهن، فـ (الكل بيعرف بعضو بمجتمعاتهن والخوف هون من الوصم والعيب)”
الإبلاغ عن المتحرش = السلاح الأقوى
“مهما كانت تلك الآثار النفسية للتحرش ضخمة وتوتر الأداء في العمل؛ يجب على كل النساء معرفة أن السلاح الأقوى ذو الفعالية الناجحة هو فضح المتحرش وعدم السكوت عن تصرفه، ومهما كانت العواقب والأحاديث لن تكون أخف بآثارها عن الآثار النفسية السيئة التي ستتعرض لها في حال سكوتهن، لذلك لا تخافي .. احكي” بثقة عالية تقول هدى.
الابتزاز وتلفيق الإشاعات في أماكن العمل نتيجة حتمية عند السكوت عن التحرش، تضيف رؤى عواد – ناشطة مجتمعية: ” بعض النساء لديهن خوف الطرد من العمل، وعدم ترقيتهن، أو تأليف الإشاعات التي هدفها التشكيك بكفائتهن، بالإضافة إلى الضغط النفسي الذي يسيطر عليهن في كل لحظة، وهذا ما لا نريد الوصول إليه في حال السكوت عن المتحرش”
التحرش بمضمونه المتداول لا يقتصر على التحرش الجسدي الملموس تُركّز لارا عيزوقي – صحفية، على هذا الجانب: “يمكن أن يكون التحرش سواء بالكلام أو بنظرة خاطئة أو من خلال محادثات إلكترونية يمكن أن تكون أهدافها واضحة وكل هذه الأفعال مشبوهة، لذلك يجب الإبلاغ عنها”
ثغرات القانون أم تبِعات الحرب؟
تتفاوت الأحاديث تارةً بين الثغرات في القانون السوري وتارةً أخرى بين التعجب من الحال الذي فرضته الحرب، تقول الصحفية لارا عيزوقي: “لا يوجد في قوانين العمل السورية أي آلية رسمية و واضحة لحماية النساء من التحرش، هذه القوانين لم تخصص أي مادة جزائية تحدد عقوبة التحرش أو وصف المتحرش بعينه” وتضيف: “هذه المعلومات تعرفت عليها خلال الجلسات الحوارية مع عدد من المحامين والحقوقيين خلال عملي الصحفي”
في تجربة مختلفة تحدثنا رؤى عواد – ناشطة مجتمعية: “يمكننا القول أن آلية الإستجابة لحوادث التحرش من قِبَل منظمات المجتمع المدني التي نشطت بشكل كبير بعد الحرب في سوريا تطورت أو في بعض الأحيان فعّلت طرقاً جديدة غير موجودة من قبل في تعاطي الإدارة مع واقعات التحرش التي تتعرضن لها النساء في أماكن العمل”
تختتم هدى – عاملة في أحد مصانع اللاذقية حديثها معنا: “عند تعرضي للتحرش التجأت إلى أحد رجال الأمن في المنطقة ليردع الرجل المتحرش”
بين مفاهيم المجتمع وثغرات القوانين يفلت المتحرشون في أماكن العمل من العقاب، هل تتوقع أن السكوت عن التحرش عدوى مجتمعية أم خوف سائد؟
ممتاز موضوع من كتييير مواضيع لازم ينكشف النقاب عنا بمجتمعنا ونحكي فيها … بتمنى يكون في زخم إعلامي لهيك أطروحات سواء على الفيس أو اليوتيوب لتوصل لكل المجتمع مو لأشخاص محدودين فقط ….يعني أنا مثلا صدفة فتت لهون …. مشكورة وبرافو كتير استمري ….