شابة سورية تصد متحرش في مكان العمل- مشهد تمثيلي/ شباك سوري
article comment count is: 0

ثلاثة شبان يتحدثون عن التحرش في العمل

“طبعاً بالتأكيد” هو الجواب المختصر الذي حصلت عليه من ثلاثة شبان، يعملون في قطاعات مختلفة، أثناء حديثي معهم عن إمكانية حدوث التحرش في أماكن العمل، برأيهم أن فرص التحرش تزداد بشكل أكبر هذه البيئة.

علي حسن (33 عاماً) يعمل في مجال الإعلام الخاص، يرى أن بيئة العمل بما فيها من مساحة مشتركة وتواصل؛ تشكل فرصة يستثمرها الأشخاص المستعدون للتحرش.

وهذا ما عبر عنه معتز أحمد (22 عاماً) والذي عمل سابقا في إحدى الشركات الخاصة، بالقول: “بيئة العمل فيها تواصل عفوي، نتبادل الأرقام، نضيف بعضنا على وسائل التواصل الاجتماعي، نجتمع ضمن “غروب” عمل على الواتس كل ذلك فرصة ليطور المتحرش وسائله”.

أما محمود حسن (27 عاماً) ويعمل في سلك التعليم، عبّرعن فرص التحرش بمنطق المرؤوس والرئيس، حيث يقول: “بيئة العمل بما فيها من تابعية ومصالح تمنح المتحرش فرصة أكبر للتحرش اللفظي والجسدي، وأيضا على مستوى النظر، فمثلاً كوني مديرعلى مجموعة أشخاص وهم تابعون لي؛ يمنحني فرصة للتحرش، بينما المرؤوسون سيلجؤون إلى الصمت، أو عدم ردة الفعل وذلك حفاظاً على مصالحهم ومواقعهم”

ماهو التحرش

يرى معتز أحمد أن التحرش يكون في أي تصرف، سواء كان فعلاً أو لفظاً أو على صعيد النظر، طالما أن هنالك غاية من ورائه فهو تحرش.

بينما محمود حسن يجد أن التحرش لا يقتصر فقط على القصد الجسدي أو الغايات، وإنما أيضاً أي ضرب من اختراق الخصوصية دون رغبة الآخر، حيث يقول: “التحرش هو بالعموم طريقة تواصل، قد تكون مزعجة فتصبح تحرشاً، أو غير مزعجة، وبالتالي هي تواصل بين اثنين، لكن الحد الفاصل فيها هو الطرفين في كيفية تواصلهما وإدارتهما للعملية وإدراكهما لها”.

أما علي حسن يرى التحرش محاولة احتكاك، وجس نبض، وإثبات شخصية، وخاصة فيما يتعلق بالتحرش اللفظي.
وهنا لابد أن أشير إلى أن الشباب آبوا إلا أن يذكروا أن التحرش يقع من الطرفين، وفي نفس الوقت ليس هنالك مجال للمقارنة، يقول محمود: “التحرش بحق المرأة تظهر آثاره بشكل سيء جداً، بينما أثاره على الرجل محدودة، فهو “الدكر” ومحط أنظار النساء، هذا ما يفكر به، وهذا للأسف نتيجة أفكار المجتمع.”

ذهنية المجتمع: للمرأة دور في ذلك!

يناقش الشباب وجهات نظر متعددة، فمحمود يتساءل بصوت عالي: “سواء كانت طريقة اللباس، أو طريقة التصرفات مع الجنس الآخر، أنظر اليها بطريقة: هل هو حقها بالتعبير عن هويتها وعن شخصيتها، أم طريقة لتسبب لها مشاكل دون دراية؟ هل يجب أن أخاف إذا لبست تنورة لأن هنالك متحرش في العمل؟ أم هذا حقي الطبيعي؟ لابد أن أحاول تحديد ما هو دوري، هل أنا أتحدى المجتمع أم أحاول إصلاحه؟ الحقيقة موقفي هو خليط بين اثنين وأجد انه يجب ان يكون وعي وأدراك للموقف أكثر من أن يكون تحدي للمجتمع”
بينما معتز كان له رأي آخر: “المرأة ليست مسؤولة عن الشخص المقابل لها، وإذا كان كذلك فيجب أن نطلب بالمقابل من الرجل ألا يلبس شورت؟ أعتقد أن المتحرش سيتحرش بغض النظر عن لبس المرأة، أو طريقة تعاطيها مع الآخر، فالتحرش أمر داخلي من الإنسان نفسه، بغض النظر عن الطرف الآخر، ومن لا يستطع ضبط ذاته ليس مؤهلاً لأن يكون في مكان عمل”.
أما علي فيرى أن المشكلة باستضعاف المرأة لذاتها أولاً، يقول: “عندما يدافع المجتمع عن المرأة يعزز لديها دور الضحية، فمثلاً لو تعرضت زميلتي لموقف تحرش لفظي فحميتي وفزعتي كرجل تقتضي أن أطلب منها الوقوف جانباً، ثم أخذ دورها بالدفاع عنها، بينما الصحيح تركها تأخذ دورها الأساسي بالدفاع عن نفسها، وأكون أنا بنفس الوقت مشجعاً لها من الوراء”.
ليتدخل محمود ويقول: “الفترة الزمنية الفاصلة بين رفع دعوى، وإصدار الحكم، تشهد الكثير من الضغوطات النفسية التي تتعرض لها المرأة، فهي ستواجه أولاً اقرب الناس إليها، والكثير من الأسئلة ستدور ماذا حدث؟ لماذا لجأت الى الشرطة؟”.

كيف يمكن ردع المتحرشين وخاصة في بيئة العمل المشتركة؟

معتز يجد أن الموضوع يحتاج الى أدوات نكرسها ضمن بيئة العمل، كمدونة سلوك تعمم على الجميع، وفي حال اختراقها يكون لدينا إجراءات واضحة ليتم اتخاذها ضد المتحرش.
بينما محمود يعتقد أن هنالك الكثير من الأمور التي لا يمكن حصرها بالقوانين ويجب الانطلاق من الشخص ذاته، فالتربية عامل أساسي، ولكن على المرأة أن تأخذ بزمام الأمور، وأن تكون جريئة وقوية لتواجه القضية. يجب أن تقف وتقول: “المشكلة ليست أنا، المشكلة هي بأحد آخر يحاول أن يضعها علي ويبرر تحرشه”

أما علي فيقول: “لا أستطيع فصل بيئة العمل عن الواقع والبيئة العامة التي تحيط به، وأي إجراء يجب أن نتخذه ضمن مكان العمل يجب أن ينطلق من البيئة العامة التي تحتضنه”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً