يقضي الطالب الجامعي سنواته الجامعية منتظراً التخرج ليحصل على فرصة العمل التي تحقق أحلامه وطموحاته، لكن ما إن يتخرج ويباشر في التقديم على فرص العمل حتى تتوالى عليه الصدمات التي لم تكن في الحسبان، ويأتي على مسامعه السؤال المتكرر: ماهي الخبرة التي تمتلكها؟
وتبدأ الدوامة التي لها بداية وليس لها نهاية: كيف أحصل على الخبرة، وأنا متخرج من الجامعة للتو؟
ولكي يكون لديك الجواب على هذا السؤال نقدم إليك أبرز المجالات التي تستطيع اكتساب الخبرة منها خلال فترة الدراسة الجامعية:
- التطوع:
يعد من أهم المجالات التي تقدم لك الخبرة قبل التخرج لأنه موجود بكثرة ومن دون مقابل مادي لكن يجب الحذر من الاختيار العشوائي لفرص التطوع التي لا تعود بالفائدة المرجوة عليك، حاول أن يكون الانتقاء نوعياً عن طريق اختيار الفرص التطوعية التي تدعم مجالك الدراسي، ولها صلة مباشرة بسوق العمل، وكل ذلك يساعد في تطوير الخبرات المهنية والانخراط بشكل كبير في المجتمع الموجود خارج الحياة الجمعية بكافة أشكاله.
- التدريب العملي :
بسبب صعوبة الحصول على تدريب علمي ضمن شركة تجارية أومؤسسة أو مصرف يجب عليك التقديم على طلب تدريب ابتداء من السنة الأولى لدخولك الجامعة وذلك بسبب الأعداد الكبيرة المتقدمة لهذه الفرص، وبذلك ستحصل على فرصة التدريب بالوقت المناسب وقبل تخرجك.
لا تتردد بالتقدم لأي شركة تناسب مجالك ولا تضع عوائق الوقت أو المكان تفصلك عن التقدم للتدريب العملي ويفضل التقديم على أكثر من خيار وأكثر من شركة.
يعد اكتساب الخبرة بهذه الطريقة طريقة فعالة، بسبب إمكانية توسيع مدى معرفتك عن الشركات وطبيعة عملها،.كما تمنحك معرفة مبدئية عن المهام اليومية التي يقوم بها الموظفون ومن الممكن الاطلاع ضمنها على الجوانب النظرية على التطبيق العملي.
- العمل مع الأقارب :
إن كان لديك أقارب يمتلكون عملهم الخاص، مهما كان حجمه، من الممكن أن تستغل العطلة الصيفية لكي تعمل معهم والاطلاع على أعمالهم وكيفية سير العمل والخطوات، لنفترض مثلاً أنك تدرس في كلية الاقتصاد، ويمتلك أحد أقاربك محلاً تجارياً، فعند وجودك معه ستتعلم خطوات سير العمل من طرق التسويق وكيف تتناسب مع الشريحة المستهدفة والبيع والتعامل مع الزبائن، وبالأخص مسك الدفاتر المحاسبية والتسجيل المحاسبي والأخطاء الكبيرة التي تحصل ضمن هذه العمليات وكيفية تجنبها.
لا تستهين بهذا النوع من الخبرة لأنه سيكون مريحاً من ناحية الالتزام ومتبادل الثقة بين الطرفين.
- الورشات التخصصية:
يقام في الوقت الحالي العديد من الورشات والتدريبات التخصصية المجانية التي تساهم في ربط الدراسة النظرية بسوق العمل، وتعطي الطالب خلفية جيدة عن سوق العمل وتطبيقات عملية على الإجراءات الموجودة ضمنه، اختار الورشات التي تدعم اختصاصك أو المجال الذي تريد التخصص ضمنه.
إن أهم خطوة في هذه الورشات والتدريبات هو الالتزام بحضورها كاملة للحصول على الفائدة الأكبرـ وترك انطباع جيد عند الجهة المنظمة بأنك شخص ملتزم وجدَّي مما يعطيك الإمكانية للتقدم لفرص أهم وأكبر، والأهم من هذا كله هو اختيار الجهة التي تقوم بإعطاء هذا التدريب بعناية عن طريق تصفح نشاطاتها وماهية القيمة المضافة التي تقدمها لأشخاص خلال هذه التدريبات لتجنب التقدم لأي ورشة تدريبية بشكل عشوائي واستثمار الوقت بالشكل الأفضل.
- العمل الحر:
العمل الحر هو ضمن منزلك وبالأوقات التي تناسبك وبدون عقد رسمي مع الشركات، يوجد العديد من المنصات التي يمكنك الانضمام إليها والبحث عن أي خدمة تستطيع أن تقدمها ولا تتطلب أي مهارات تخصصية مثل إدخال البيانات أو التسويق عن طريق الإنترنت.
ما أريد قوله لك في النهاية، لا تترد في الحصول على أي فرصة تدعم مسيرتك المهنية وتساهم في تراكم الخبرات خلال المرحلة الجامعية، ستستطيع بذلك التخرج من الجامعة ووأنت لديك مخزون كبير من الخبرات والمهارات التي ستجيب بها على السؤال الأول والأهم في مقابلة العمل.