بحث الشركات العالمية عن موظفين سوريين حصرا- شباك سوري
article comment count is: 0

مطلوب موظفين سوريين حصراً

قد تشعر أنّ هذه الجملة تتسمّ بالفخامة لتخصصيها جماعةً دون غيرهم، لكن هنا يحدث العكس تماماً، نعم صحيح أنها تستقطب أناساً مميزين لكنها أيضاً جملةٌ تصدر عن أشخاصٍ يعرفون بالحال السوري ويعرفون كيف ضاقت سبل العيش بالشباب هنا حتى يروا مبالغ مالية بسيطة جداً بالنسبة لغيرهم تشكل حلماً بالنسبة لهم.

الموقع محجوب، بروكسي، VPN، إنترنت بطيء، كهرباء، تحويل أجور، سعر الصرف، فرق العملة، هكذا أصبحت حال الشباب السوري الذي يعمل عبر الإنترنت، حال الشباب الذي يربط حاضره بشبكة إنترنت وكهرباء قد تأتي وقد تغيب كثيراً.

أنا لا أريد الموت، ولا أريد المذلة أيضاً” كان هذا التعليق مكتوباً تحت منشورٍ على فيسبوك يعلن عن فرصة عمل لمصمم مواقع إنترنت بمبلغ 150 ألف ليرة سورية، انهالت التعليقات على صاحب المنشور الذي اتهمه البعض باستغلال حاجة الشباب السوري للعمل ووضعه مبلغاً قد يكون مصروف يومٍ لمصمم مواقع إنترنت في أيّ بلدٍ أخر.

علي يونس 26 عاماً، مصمم مواقع إنترنت وكاتب محتوى أخبرنا عن تجربته مع العمل عبر الإنترنت:” ربما يظن البعض أنّ العمل “أونلاين” غير مجهد ومربح لكن هذا الأمر غير صحيح أبداً، لأنه يحتاج لجهدٍ كبير، جهدٍ نفسيّ وجسدي وقدرة عالية على التركيز ووقت طويل للتدريب والحصول على الخبرة ليصبح لك اسم وتفرض السعر الذي ترغب به”.

أحتاج علي إلى أن يتعلم كثيراً ويخوض كثيراً من ورش العمل ويعمل متطوعاً مع عدّة جهات على مدى أربع سنوات حتى وصل إلى مكانٍ يستطيع به أن يفرض نفسه على سوق العمل مع الأجر الذي يريده.

أخبرنا علي أيضاً عن تسعيرات العمل المجحفة بحقّ السوريين في حال تمّ عرض فرص العمل على الصفحات أو في مجموعات الفيسبوك من قبل أجانب أو سوريين في الخارج أو حتى في الداخل حيث يأخذون رأس المال بأكمله ويوزعون “القروش” على الشباب السوريين المقبلين حديثاً على سوق العمل.

مجالات العمل عبر الإنترنت “اونلاين” انتشرت كثيراً في سوريا وخصوصاً بعد الأوضاع الأمنية التي مرت بها البلاد إضافةً إلى انتشار فيروس كورورنا، لكن المعوقات كانت كبيرة وشكلت تحديات حقيقية بالنسبة لجيل الشباب.

وتتعدد مجالات العمل بنظام “أون لاين”، بين “الترجمة وإدخال البيانات للشركات، والبرمجة والتعليم عن بعد وجميعها مطلوبة بكثرة في سوريا ومن سوريا لكون الرواتب والأجور زهيدة بالنسبة لبلدان أخرى الأمر الذي شرحته لنا أريج محمد خريجة أدب إنكليزي وتعمل في مجال الترجمة عبر الإنترنت.

وبحسب أريج فإنّ العائق الأكبر أمام السوريين بشكلٍ عام في مجال العمل عبر الإنترنت هو عدم وجود تسعيرات واضحة وموحدة مثلاً عدم وجود سعر موحد لترجمة كتاب أو مقال أو تصميم موقع أو تعديل فيديو وغيره، ورغم وجوب تفاوت الأسعار بين الأشخاص الجدد في مجال العمل والأشخاص أصحاب الخبرة إلاّ أنّ الأسعار بين هؤلاء تتفاوت أيضاً.

أريج حدثتنا عن محاولاتها وأصدقائها نشر منشورات عديدة متعلقة بتوحيد الأجور على مجموعات متعددة على فيسبوك لكن الأمر صعب ويحتاج جهداً ووقتاً كبيراً، وبحسب رأيها فإن الاتفاق على أجورٍ محددة أو عدم القبول بأجورٍ زهيدة سيلزم أصحاب العمل بالقبول بالأسعار التي يضعها الأفراد أو المجموعات التي تعمل على مشاريع كبيرة

الكثير من الشباب يرضون بأجورٍ قليلة مجبورين للأسف ليتمكنوا من مواصلة حياتهم مع متطلباتها وسط الظروف الصعبة في البلاد ووجدوا في العمل عبر الإنترنت ملاذاً لتجاوز الظروف المعيشية المتردية، وقلة فرص العمل والاستفادة من فارق الأجور بين الداخل والخارج.

تفتقد سوريا اليوم إلى أيّ قانونٍ يحمي الأفراد العاملين على شبكات التواصل الاجتماعي والذين تتحكم بهم أهواء أصحاب العمل والأشخاص القائمين على تحويل الأموال إضافةً إلى انعدام شبكة أنترنت عالية الجودة الأمر الذي يعيق سرعة إنجاز العمل إضافة لضعف الكهرباء.

كشاهدين على الصراع، وباقين في البلاد التي لا تسدّ أجورها رمق العيش، يصبح العمل عبر الإنترنت ذلك المكان الوحيد الذي قد يعطي أملاً وخبرةً وملاذاً وفرصة عيش أحد جوانب الرفاهية للشباب السوري والتي تعني “عشاءً، سفرةً داخل البلاد، اقتناء موبايل جديد”، لأنّ الحياة في سوريا ليست كباقي بلدان العالم، ولأنّ العمل عبر الإنترنت اليوم يعيل أسراً كاملة في البلاد ويستطيع صاحبه الذي يعمل صباح مساء أن يشعر ببعض البهجة لتخفيف الضغط عن عائلته.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً