Player Unknown’s Battlegrounds PUBG/ شباك سوري
article comment count is: 1

“البوبجي” ساحات معارك “اللاعب المجهول”

ساحات معارك “اللاعب المجهول”؟ يبدو اسماً غريباً أليس كذلك؟ ماذا لو استبدلناه ب “بوبجي”؟ هل يبدو الآن مألوفاُ أكثر؟

مئة لاعب افتراضي من مختلف أنحاء العالم في طائرة واحدة، يهبطون جميعهم على أرض افتراضية كبيرة باستخدام المظلات. يحاول كل منهم الحفاظ على حياته حتى نهاية اللعبة، وقتل اللاعبين الآخرين قبل أن يقتلوه، يساعده في ذلك ما قد يجده في ساحة المعركة من ملابس ومؤن ومعدات وذخيرة وعلب إسعاف وحقن أدرينالين.

الناجي الأخير هو من يفوز بالمباراة.

إنها لعبة البوبجي أو Player Unknown’s Battlegrounds (PUBG)

تعد بوبجي إحدى أكثر الألعاب شهرةً حول العالم، حيث أنها باعت أكثر من مليون نسخة بعد صدورها بثلاثة أيام على (الإكس بوكس). فازت عام 2017 بجائزة The Game Awards عن أفضل لعبة جماعية، وهي ما تزال حتى اليوم من أكثر الألعاب تحميلاً.

تنتمي هذه اللعبة إلى فئة ألعاب البقاء، صدرت في 23 مارس/ آذار 2017، من مدينة تسمى (باليشانون) في إيرلندا حيث يقيم مخترع اللعبة، وهو مصمم الألعاب (بريندان غرين) Brendan Greene من مواليد 1979. اسم اللعبة يعود إلى مصممها نفسه، إذ كان بريندن نفسه يدخل إلى اللعبة باسم مستعار هو “اللاعب المجهول أو “Player Unknown”. إنها ساحة قتال بريندن، اللاعب المجهول، الذي لم يعد مجهولاً.

أخبرني أن حياتي تتوقف على موت البقية، وانظر ماذا يمكنني أن أفعل؟!

استلهم بريندن فكرة بوبجي من الفيلم الياباني Battle Royal (المقتبس من رواية يابانية تحمل نفس الاسم نشرت عام1999)، حتى أن الإصدار الأول من اللعبة كان يوفر مجموعة من الملابس تشبه ملابس شخصيات الفيلم.

قصة الفيلم تدور حول اختطاف 50 طالباً في المرحلة الثانوية، والالقاء بهم في ظروف صعبة حيث يجبرون على مقاتلة بعضهم من أجل البقاء، الشخص الذي يصمد حتى النهاية يعود إلى حياته الحقيقية، يبدو أن هذه الفكرة الخطيرة لم تجذب بريندن وحده.

يلعب إياد (22 عاماً) البوبجي منذ سنة تقريباً، يقول إنه لم يكن من محبي ألعاب الفيديو، لكنه قرر تجربة هذه اللعبة لأن كل من حوله “مهووس بها” على حد تعبيره: “أكثر ما جعلني أتعلق بها هو جو الإثارة والترقب الذي أعيشه خلالها، فكرة التغلب على 99 لاعباً آخر والبقاء حي في النهاية هي فكرة مثيرة للغاية. تصميم اللعبة يجبرك على أن تبقى متيقظاً طوال فترة وجودك داخل ساحة المعركة لأنه لا مجال للتراجع أو الإعادة، خطأ واحد كافي لقتلك”. يضيف: “عندما أفوز في اللعبة بعد ساعات طويلة من اللعب أشعر بنشوة عارمة، هذا الشعور يجعلني عاجزاً عن مقاومتها”.

أحب شخصيتي الافتراضية:

تقول جودي (24 عاماً) أن سبب تعلقها بهذه اللعبة هو أنها تندمج فيها بشكل كلي إلى درجة أنها تشعر أن الشخصية الافتراضية التي تمثلها داخل ساحة المعركة هي شخصيتها الحقيقية، تختارها لتكون جميلة ورشيقة وذكية. هذا التماهي يجعلها تتعلق بشخصيتها الافتراضية وتحبها، فتقضي ساعات طويلة في اللعب، تضيف: “في العالم الحقيقي هنالك الكثير مما يُشعر الإنسان بالعجز والضعف، والتشتت، أما داخل ألعاب الفيديو أشعر أن لدي سيطرة مطلقة وهدفاً واضحاً أسعى نحوه وأكافأ إن حصلت عليه، وهذا يساعدني على التخفيف من القلق والتوتر.”

 فقدان الحساسية تجاه القتل:

ثارت في الآونة الأخيرة موجة من الاحتجاجات على انتشار لعبة البوبجي، فإلى جانب تأثيراتها الإدمانية، وجدت بعض الدراسات أنها تنمي الجانب الشرير لدى اللاعبين، لما تتميز فيه من عنف واستخدام أسلحة، وسهولة قتل لاعبين آخرين، هم أشخاص حقيقيون موجودون في مكان آخر من العالم تستطيع أن تتكلم معهم وتسمع أصواتهم.

ففي بداية 2019 كان العراق أول الدول العربية التي بادرت إلى حظر البوبجي نتيجة عدد من حوادث القتل والطلاق المسجلة في محاكمه بسببها، لتلحق به الأردن بعد عدة أشهر. عالمياً تم حظر اللعبة في كل من الصين ونيبال والهند بعد مطالبات شعبية وحملات في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ترى الأخصائية النفسية “سهام محمد” أن مثل هذه الألعاب تؤثر على العقل الباطن للمستخدمين، لأنها ترسخ فيه فكرة العنف كوسيلة لحل المشاكل، فيصبح عقل اللاعب مبرمجاً على أن العنف الذي ساعده كي يفوز في اللعبة سيجعله يفوز في العالم الحقيقي، مما يجعله شيئاً فشيئاً يفقد حساسيته تجاه العنف فيقلل ذلك من شعوره الأخلاقي تجاه الآخرين.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (1)