على رأس “شجرة الأمنيات” في كافيه زرياب بدمشق القديمة، وضعت عبارة بالخط الكبير كُتب عليها “الأمنيات بالليرة السورية فقط” في إشارة ساخرة إلى الأوضاع المعيشية التي باتت مرتبطة بسعر صرف الدولار، وعسى ألا ترتبط الأمنيات بالعملة الصعبة أيضاً.
وضع هذه الورقة برنار جمعة (42 سنة) صاحب المقهى الثقافي، والذي اعتاد وضع هذه الشجرة كل سنة قُبيل عيد الميلاد، من أجل أن تضع الناس أمنياتها، ويلحظ الرجل الأربعيني أن أغلب أمنيات هذه السنة باتت مرتبطة بالسفر والحالة الاقتصادية.
(راحة البال واحة المال).. (السفر يا رب) ..( ينزل الدولار).. (شي فيزا لسافر على بلاد المونليزا).. وغيرها من الأمنيات التي ملأت الشجرة منذ اليوم الثالث على وضعها.
يقول برنار: “لدي أرشيف أمنيات السنوات الماضية، في الأعوام السابقة كانت أغلب الأمنيات مرتبطة بانتهاء الحرب وتوقّف الموت، أما اليوم فأغلب الأمنيات تتمحور حول الهجرة أو السفر أو المدخول المادي الجيّد”.
تأملت الشابة ديما القائد ورقتها طويلاً، ثم كتبت عليها أمنيتان، الأولى تتعلق (بحلم وردي) لم تُفصح عنه، والأمنية الثانية اختصرتها بأن (تقبض بالدولار).
ويبدو أن هنالك أمنيات تبقى ثابتة كل عام، وحفظت مكانها رغم تغيّر أوضاع مدينة دمشق، مثل أمنيات (التخرّج، وتأجيل الجيش، والزواج السعيد).
تخشى ماريا درغام (26 سنة) من أن تبقى أمنيتها “معلقة” على الشجرة.. بينما فضّلت صديقتها دانة من أن لا تكتب أي أمنية هذه السنة، وتعلّق ورقة بيضاء وتقول “سأتفقّد الشجرة كلما زرتُ المقهى، وإذا رأيت الورقة قد وقعت، فسأسبتشرُ خيراً بتحققق أمنيتي”.