فتاة تقف في حقل عند غروب الشمس free pic- شباك سوري
article comment count is: 0

عذراء بعد الحمل!

نَجتْ سوسن من سكّين أبيها الذي كان سيذبحها، لو عَلِم بأنّها قد فقدت عذريّتها، بعد أن خدعها أحد أصدقائها، وأقنعها بأنه سيتزوّجها، فأقدمت على علاقة جنسية كاملة معه، قبل أن يتركها ويختفي من حياتها.

لم تدرك الشابةُ العشرينية ما كانت تفعله قبل عامين، حين كان عمرها ثمانية عشر سنة، لكنّها اليوم تشعرُ ببعض الندم، وتقول بتنهّد “الحمد لله.. مرقت على خير”.

وظلّت سوسن –اسم مستعار- على علاقة مع أحد شباب بلدتها في ريف دمشق لمدة سنة كاملة، وتطورت العلاقة من تواصل جسدي بسيط، إلى علاقة جنسية غير كاملة، وصولاً إلى علاقة كاملة أفقدتها عذريتها “برضاها”، لكن شرط أن يتقدّم الشاب لخطبتها فور انتهاء امتحانها الفصلي في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق.

تقول سوسن وهي تستذكرُ تفاصيل ما حدث كأنّه بالأمس القريب: “صباح اليوم التالي، لم يُرسل لي أي كلمة على الهاتف كما جرت العادة، ولم يجب على اتصالي، وحاولت التواصل معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكنّه حظرني عنها جميعاً”.

تتابع الفتاة حديثها وقد شدّت أصابعها على بعضها البعض :”كتمتُ السرّ عن الجميع، حتى عن أقرب صديقاتي، ولم أخبر أحداً بالقصّة، لكنّ بعد فترة قصيرة، اكتشفتُ أنني في مصيبة أكبر، وأن بطني تكبر أيضاً.. لقد تأكدّتُ بأنّني حامل!”

تتابع قصّتها وترمش بعيونها بسرعة، وتتداخل بعض كلماتها ببعضها وتقول: “علمت حينها أنّني في ورطة، وأمام خطر موت جريمة الشرف التي حدثت أكثر من مرة في قريتي، لذلك التجأتُ إلى إحدى صديقاتي التي أرشدتني إلى طبيبة في دمشق تجري عمليات إجهاض، وترقيع غشاء البكارة.. لتعيدني فتاة كما كنتُ!”

“لستُ وحدي.. علمتُ لاحقاً أن كثيرات فعلنَ ذات الشيء” .. تختمُ سوسن.

بلغت سامية عامها الثالث والثلاثين، وهي لا تزال عازبة بدون خطوبة أو زواج، لكنها علاقة مع أحد أصدقائها في العمل منذ ثلاث سنوات، وقد مارسا العملية الجنسية الكاملة ولا يزالان منذ عامين.

تقولُ سامية بثقة “لم أتمكن من الزواج، لا توجد أي عروض ولم يتقدّم أحد لخطبتي منذ أشهر طويلة، لقد نفد الشباب من البلد، وأنا أنثى لديّ حاجاتي العاطفية والجنسية، وأريد أن أعيش حياتي”.

تقيمُ سامية في حي عريق بدمشق، وتنظرُ بشكل مستمر إلى هاتفها المحمول أثناء حديثها، وتراقب التاريخ باستمرار وتقول “لا أخشى أننّي فقدتُ عذريتي، ما أخشاه هو حدوث الحمل”.

اتفقت سامية مع حبيبها على هذا “الشكل من العلاقة بالتراضي”، ولا تخشى من أية “فضيحة” في حال أرادت الزواج في المستقبل، فحل “المشكلة” لا يتعدّى “عملية بسيطة” بحسب تعبير سامية –اسم مستعار أيضاً-.

توضّح أخيراً وقد علت نبرة صوتها وتشنّجت بعد نقاش طويل “العار ليس فقدي لغشاء البكارة.. العار هو موت الآلاف من شباب بلدي.. بقائي وحيدة.. استغلالي من قبل مديري في العمل.. التحرّش بي في كل مكان عام.. العار هو الدم الذي سال قبل أيام في باب توما بدمشق بسبب قذائف الهاون.. وليس الدم الذي سال بين أقدامي.. أنا لا أؤذي أحداً”.

من جانب آخر، يوضّح الطبيب النسائي “م. م” أن “هذا النوع من العمليات يجري عادة في المنازل أو داخل عيادات خاصة، ما يزيد خطر إصابة الفتاة بانتانات أو أورام قد تسبّب العقم أو السرطان أو التهابات جراء سوء عمليات التعقيم أو الأدوات المستخدمة”، ويحذّر قائلاً: “لستُ هنا مُصلحاً اجتماعياً، أتكلّم من الناحية الطبيّة، إذا ما اضطرّت الفتاة لهذا النوع من العمليات فلتحرص على نظافة المكان والأدوات، وعلى إحضار أكياس دم يكافئ زمرة دمها في حال حدوث عمليات نزيف”.

ويقول الطبيب الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه أيضاً: “العملية بسيطة من حيث المبدأ، تستغرق من 15 إلى 20 دقيقة على الأكثر، وتستطيع الفتاة الوقوف بعدها مباشرة، لكنّها بحاجة للراحة وعدم بذل أي جهد عضلي أو ممارسة الرياضة لمدة أسبوع على الأقل”.

وتحدث عمليات استغلال كبيرة للفتيات من قبل بعض الأطبّاء، فيطلبون مبالغ قد تصل إلى مئتي ألف ليرة سورية (400$ تقريباً) لإجراء هذا النوع من العمليات.

ويختم الطبيب قائلاً “لا يمكن كشفها بسهولة إلا من قبل مختصّين”.

وأما بالنسبة لرأي القانون، يقول المحامي السوري عارم الطويل “لا يوجد نص قانوني يجرّم إجراء العملية من حيث المبدأ، فهي تصنّف من ضمن قوائم عمليات التجميل، ولا يوجد بند في قانون العقوبات لمن يقوم بهذه العمليات، إلا فيما يخصّ الإجراءات الصحيّة للعملية، ونظافة المكان، لكنّ هذا الأمر أيضاً تُعنى به نقابة الأطبّاء”.

ويشرح المحامي الشاب “العرف الاجتماعي السوري اليوم يطغى على النص القانوني، لذلك ترفض المشافي عادة إجراء هذا النوع من العمليات لأنّه يمسّ بالآداب العامة، لكنّها لا تحمل مسؤولية قانونية مباشرة”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً