“منذ مراهقتي ارتسم في بالي أن الحب أو الارتباط يُشترط أن يكون مع امرأة سورية، والزواج لن يكتب له النجاح إلا إذا حملت زوجتي جنسيتي، تلك العقلية المتزمتة طبعتها العائلة والمجتمع الحلبي على جدار عقلي، إلا أن (إلسي) الشقراء مدرسة اللغة الإنكليزية في أحد معاهد حلب اخترقت ذلك الجدار بلطفاتها وودها، وجعلتني أكثر تقبلا لفكرة الزوجة الأجنبية التي تشاركني حياتي”، يتابع )عامر( حديثه بنظراتٍ تعكس ذكرياتِ زمن جميل عاش به: “ما أن دخلت الحرب في سورية وبدأت جموع المهاجرين تغزو أوروبا، حتى بدأت أخبار ارتباط أصدقائي بأجنبيات تخرق أفكاري القديمة بعنف، وأصبح تفكير الزواج من امرأة غربية يراودني بشكل دائم.”
أمر يشاركه إياه عادل عيسى، طبيب سوري متزوج من امرأة ألمانية منذ حوالي 30 عاماً، معتقداً أنه لا مانع من الارتباط بامرأة غربية في ظل الحب والتفاهم والالتزام ، يقول: “خلال فترة اختصاصي في ألمانيا قبل 30 عاماً وقعت في حب فتاة ألمانية، وعرضت عليها الزواج على الرغم من معارضة أهلي للفكرة، فوافقت وتزوجنا وعاشت معي في حلب لمدة 22 عاماً، حيث كنت أعمل هناك، وفي فترة الصيف كنا نذهب لزيارة وطنها، وخلال الحرب انتقلنا للعيش في ألمانيا”.
ويتابع: “الحب والالتزام والبساطة أساس استمرارية الزواج، وبالنسبة لي أفضل الزواج من امرأة غربية لأنها مستعدة للتضحية بأي شيئ عندما تحب شاب، كما أن المرأة الغربية أكثر بساطةً وأقل تطلباً من العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص، فرغم أن الفتيات السوريات عاشوا الحرب في البلاد إلا أنه عند وصولهم إلى أوروبا أصبحت متطلباتهم تفوق متطلبات المرأة الغربية، حيث وصل مهر الفتاة السورية هنا إلى 15 آلاف يورو”.
فيما يشترط رامي (22 عاماً) على أن يكون مهر الفتاة التي سيتزوجها باقة ورد، فعندما يطلب أهالي الفتاة مبالغاً خرافية وطلبات تعجيزية فإن في ذلك تسليع للفتاة وتقليل من شأنها، ويقول: “إذا كان الأهالي واثقون من الشاب الذي سيتزوج ابنتهم فلا داعي لكل هذه المتطلبات، ويجب كسر العادات والتقاليد في ظل الظروف الحالية، أما في حال عدم ثقتهم بالشاب فينبغي ألا يزوجونه ابنتهم أصلاً”.
وتعتبر رغد وهي فتاة سورية تعيش في حلب “أن التعميم خاطئ عندما نتحدث عن المتطلبات الكبيرة التي تريدها الفتاة وأهلها، فصحيح أنه يوجد أهالي يطلبون مبالغ كبيرة في المهر، إلا أنه يوجد أيضاً الكثير من الفتيات اللواتي لا يضعن أية شروط، وينظرن إلى علم الشاب وأخلاقه بغض النظر عن الجانب المادي”.
وتتابع: “من حق الأهل طلب مهر معتدل ضماناً لحق الفتاة بعد وفاتهم، لكن ليس من المنطقي طلب أشياء تعجيزية من شاب أخذت الحرب من عمره سبع سنوات”.
يرفض، طالب الاقتصاد، لؤي فكرة الزواج من امرأة أجنبية بشكل قاطع، معتبراً أن اللغة والثقافة يشكلان عائقاً كبيراً أمام التفاهم بين زوجين من مجتمعين مختلفتين، ويعتقد أن الزواج من أنثى غربية ينتهي حتماً بالانفصال.
أما الصحفي محمد الواوي (25 عاماً) يرى “أن تطور وسائل الاتصال مثل السكايب والفيسبوك أدى إلى تجاوز مسألة الحدود بين الدول، كما أن هجرة السوريين إلى مختلف دول العالم بسبب الحرب زاد من امتزاج الثقافة السورية مع الثقافات الغربية، ولم تعد ظاهرة الزواج من أجنبية غريبة كما كانت من قبل، خاصةً بالنسبة للطلاب الذين يكملون دراستهم في الجامعات الغربية، وبما أن أكبر عائق أمام الزواج سابقاً كان اللغة فاليوم أصبح من السهل تجاوز ذلك الموضوع عبر دورات اللغة والاندماج التي تقيمها الحكومات الغربية.”
ويضيف: “بالنسبة لي لا أمانع الزواج من امرأة أجنبية لكنني أفضل المرأة السورية، بسبب تقارب الأفكار والعادات وربما هو الحنين أو الارتباط العاطفي بالبلد التي مرت عليها ظروف معينة.”
عدنان (24 عاماً) شارك تجربته ليروي قصة ارتباطه بفتاة أجنبية : “خلال فترة وجودي في السويد أعجبت بفتاة غربية لم أعرف جنسيتها، وبادلتني الشعور ذاته، فتقدمت لخطبتها وعلمت أنها فتاة سويدية من أصول لبنانية، وعلى أية حال أنا لا أنظر إلى جنسية الفتاة فبرأي أن الحب عابر للقارات ولايعرف الحدود.