على أنقاض الحرب التي دارت طيلة سبع سنوات، يزيح اثنا عشر رسّاماً بعضاً من هذا الدمار، ليفسحوا مجالاً لمساندهم الخشبيّة، كي يبدؤوا الرسم بالألوان بين الأبنية الرماديّة، ثم يعرضوا لوحاتهم على مدخل مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق.
فنان رسم طفلاً في منزل مدمّر، وآخر رسم امرأة تصرخُ من الألم، ورسّامة ثالثة شكّلت وجهاً بعين واحدة، لطفل خسر عينه الأخرى، ورابع رسم منزله المدمّر، الذي وقع في الحرب بداية، وتحت مرمى عينه الآن.
عبد الله الحارث (22 عاماً)، أحدُ الرسّامين الذي عاش في المخيم خمسة عشر سنة، وخرج منه مع بدء الحرب، واختار أن يُعيد تشكيل منزله بألوانه وريشته.
أما نور الهدُى سليمان، فقد رسّمت شُبّاكا أزرقاً مفتوحاً، وحوله نباتات خضراء، تقول نور “أرى الموت يُحيط بي، وأحبّ المساهمة في بثّ الحياة مُجدداً في مكان ميّت، لا يوجد فيه أحد غيرُنا”.
على الطرف الآخر، انتقد ناشطون على فايسبوك “تحويل المخيّم إلى ساحة عرض أو مخبر للتجارب الفنيّة”، تعلّق مايا على صورة نشرها أحد الرسّامين، وكتبت “حيث تقف هنا، مات أصدقاء لي، وفقدت ذكرياتي، ولا أقبل أن يُنظر للموضوع بهذه البساطة، المسألة ليست تخفيفاً للوجع وحصره في لوحة”.
جمعية نور الخيرية التي نظمت المعرض؛ نشرت اللوحات التي رسمها الفنانون على مدخل مخيم اليرموك قرب ساحة البطيخة.