يشاطرهن الواجبات والأعباء المنزلية، ويتضامن معهن في قضاياهن، يخرج احتجاجاً على استضعافهن، ويطالب بأن تتمتع هي بكامل حقوقها وحريتها، فهو بدون أدنى شك “الرجل الفيمنست”.
إلا أنه في مجتمع أبوي تسيطر فيه الذكورية على مفاصل الحياة، تجادل بعض النساء أن هذا النوع من الرجال نادر إن لم يكن غير موجود في الأصل، ويقتصر مفهوم النسوية عند الكثير على النساء، المناضلات في سبيل حقوق المرأة.
فهل يمكن للرجل أن يكون نسويا؟
يفيد “شادي صعب” وهو ناشط في بناء المجتمع المدني السوري، وطالب دبلوم في جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان في بيروت أن: “هنالك فهم خاطئ للنسوية في المجتمع الذي يعتبرها حكراً على النساء وتعصباً لنوع اجتماعي ضد النوع الآخر، وهذا ما ينبغي تصحيحه لأن النسوية هي حركة الرجال والنساء المؤمنين بحقوق المرأة باعتبارها جزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان العالمية، ويعملون سوية على تحقيق المساواة والإنصاف بين الجنسين في المجتمع.”
ويضيف: “انطلاقاً من إيماني بحقوق الإنسان، وباعتبار أن التمييز ضد النساء والفتيات في القوانين، وفي كافة جوانب الحياة العامة والخاصة، انتهاك صارخ لحقوق الإنسان؛ لذلك أعتبر قضية حقوق المرأة قضيتي الأساسية التي لا تنفصل ولا تتجزأ عن النضال المستمر لتعزيز حقوق الإنسان.”
الرجوليات مصطلح ينبغي تعزيزه
شادي وهو منسق عام لمنظمة توليب لدعم المرأة والطفل في سوريا، عمل ومنظمته على تعزيز الدور القانوني للنساء وتعزيز مشاركتهن في الشأن العام، وكافة دوائر صنع القرار، وتمكنيهن ليكن شريكات حقيقيات في عملية التحول نحو السلام المستدام.
يقول شادي: “نعمل من خلال توليب على تعزيز مصطلح الرجوليات ونقوم بتداوله في كافة خطاباتنا وأدبياتنا، وهو يشير إلى إشراك الرجال والشباب في قضايا المساواة بين الجنسين.”
“لاشيء مستحيل، بإمكاننا جميعا أن نكون نسويين“، ويضيف: “باتت النسوية وتاريخ نضالها ونشأتها وصيرورتها، بمتناول الجميع في ظل الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن حركات التغيير التي تجتاح العالم، والتي ساهمت بشكل ملحوظ في انتشار مفهوم النسوية.”
ويشير شادي إلى أننا اليوم بحاجة لفضاء مدني مستقل وذو هوية واضحة قادرعلى إدارة عمليات الحشد والمناصرة والضغط على مراكز صنع القرار، كما أننا بحاجة إلى إعادة النظر في كافة القوانين والتشريعات الوطنية التمييزية تجاه النساء.
“الإيمان مو بس بالفكر”
يعتقد أنس تللو (30 عاماً) أن الحركة النسوية هي حركة محقة على مر الزمان، تهدف لمجتمع ينعم فيه المواطنون والمواطنات بحقوق متساوية.
ولم يتوان هذا الناشط المجتمعي السوري عن ترجمة أفكاره إلى سلوكيات، فهو يعمل كمسؤول برنامج في أحد المنظمات النسوية السورية منذ خمس سنوات، كما ساهم في مجالات تمكين النساء والحماية والمشاركة والمناصرة، ويقول في ذلك: “لدي القدرة كذكر على دعم النسوية عندما أحول إيماني بالمساواة الجندرية إلى سلوك يومي وتعامل، فتلك وسيلة فعالة في التغيير الحقيقي، وللناس القدرة على ملاحظتها.”
“القضية قضية وعي حقوقي، وللذكور الفاعلين في مجال المساواة الجندرية دور كبير في التغيير المجتمعي، بسبب تأثر المجتمع المحلي بالرجال الداعمين للمساواة وحقوق المرأة، فتزول النظرة للنسوية كونها مجرد مطالب تريدها النساء لإقصاء الرجال أو السيطرة عليهم.” يقول أنس.
ويختم حديثه بالإشارة إلى أن النسوية قادرة على ترك أثرها عندما تكون مقاربتها تشاركية بين الرجال والنساء، وعندما تنشر المفهوم في المجتمع ككل وليس فقط في دوائر النساء، وتحقق نجاحها عندما تترجم المفهوم ببرامج وأنشطة مجتمعية دون أن تقتصر على الجانب الإعلامي.
“أن تترجم الفكرة لعمل يصل لعمق الناس.”
وأنس وشادي، ليسا إلا أمثلة لشباب آمنوا بنصف المجتمع، وحقها في الحياة كإنسان، شباب عملوا وقدموا للنسوية كما قدمت النساء وربما أكثر.
رائعوووووون
شكراا مايا